شخصيات
وأعلام

حرف السين

موسوعة
الماركسية
سارتر

سان سيمون

سبنسر سبينوزا سقراط
ستروفه        

سارتر، جان بول (1905-1980) Sartre, Jean Paul

فيلسوف وكاتب فرنسي. وهو داعية لما يسمى « الوجودية الملحدة ». أهم مؤلفاته « الوجود والعدم » (1943) « الوجودية نزعة إنسانية » (1947) و« نقد العقل الجدلي » (1960). وقد تشكلت آراؤه تحت تأثير هوسرل وهايدغر كما يوجد ارتباط وثيق بين فلسفته ومذهب كيركغارد، بجانب أن مذهب فرويد في التحليل النفسي كان له تأثير كبير عليه. وتتميز فلسفته بالنزعة المتمركزة على الانسان والذاتية، فهو يتصور الانسان على أنه « كائن لذاته » منه تشتق أشكال الوجود مثل « الوجود في ذاته » (أي العالم الموضوعي) والمكان والزمان، والكم والكيف، ولما كان العالم الموضوعي لاعقلانيا ومحددا فهو عكس النشاط الانساني الذي هو حر ولا يعتمد على القوانين الموضوعية. ومثل هذا المفهوم للحرية (وجوهره قائم على مبدأ « الإنسان هو ما يصنعه بنفسه ») يشتمل على فلسفة الأخلاق السارترية. ويبذل سارتر في عديد من مؤلفاته جهودا ضائعة لاثبات صحة الوجودية مستعينا في هذا بالفلسفة الماركسية. وكان سارتر من بين صفوف حركة المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية، وهو يشن نضالا مثمرا ضد إحياء الفاشية ومن أجل للسلام، كما أنه عضو مجلس السلام العالمي.

للأعلى

 

سان سيمون، كلود هنري دي روفروي (1760-1825) Saint-Simon, Claude-Henri de Rouvroy

اشتراكي خيالي فرنسي ابن رجل كان يحمل لقب كونت، قام على تربيته جان دالامبير. كان خلال الثورة الفرنسية وثيق الصلة باليعاقبة، واشترك في حرب الاستقلال الأمريكية. وقد شارك سان سيمون في آراء الماديين الفرنسيين وعارض التقاليد المثالية وخاصة المثالية الألمانية، وأقام ضدها « الفلسفة الطبيعية » أي دراسة الطبيعة. واعتنق الحتمية بصورة حاسمة ومد نطاقها إلى تطور المجتمع البشري، ووجه إنتباها خاصا إلى دعم الفكرة القائلة بأن التاريخ تحكمه قوانين. وكان سان سيمون يعتقد أن التاريخ لا بد أن يسهم في التقدم البشري بالقدر الذي تسهم به العلوم الطبيعية، فكل نظام إجتماعي خطوة للأمام في التاريخ، ولكن القوى المحركة للتطور الاجتماعي هي تقدم المعرفة العلمية والأخلاق والدين. وبالتالي فإن التاريخ يمر بثلاث مراحل، لاهوتية (وهي فترة سيطرة الدين) وتشمل النظامين العبودي والاقطاعي، وميتافيزيقية (وهي فترة سقوط النظامين الاقطاعي واللاهوتي)، ووضعية (وهي النظام الاجتماعي للمستقبل القائم على العلم). وتناول سان سيمون المثالي للتاريح لم يمنعه من عرص الفكرة القائلة بأن التقدم الاجتماعي عملية موضوعية، وتقديم تخمينات حول دور الملكية والطبقات في تطور المجتمع. وبالاضافة إلى هذا فإن مفهومه الاجتماعي قد ساعده على أن يبين أن كل نظام اجتماعي ينبثق إنبثاقا طبيعيا من التطورالتاريخي السابق عليه. ومجتمع المستقبل عند سان سيمون سوف يقوم على أساس صناعة واسعة النطاق منظمة تنظيما علميا، ولكن مع الاحتفاظ بالملكية الخاصة والطبقات، وسوف يكون الدور السائد فيه من نصيب العلم والصناعة وسيقوم به العلماء والصناعيون. ويضع سان سيمون بين هؤلاء أيضا العمال والتجار ورجال البنوك، وسوف يتم تخطيط الصناعة لمصلحة غالبية أعضاء المجتمع، وخاصة الفقراء والبسطاء. وينبغي أن يعطى للجميع حق العمل، كل إنسان حسب قدرته. ومن الأمور ذات الأهمية الخاصه تخمينه القائل بأن مجتمع المستقبل سوف يدبر الأشياء ويدير الانتاج بدلا من أن يحكم الناس. وتظهر الطبيعة الخيالية لآراء سان سيمون في إخفاقه في فهم الدور التاريخي للثورة باعتبارها وسيلة تحويل المجتمع القديم. كما تظهر هذه الطبيعة الخيالية لآرائه في أمله الساذج في أن يصبح في الإمكان – بواسطة الدعاية الفلسفة « وضعية » تحقيق تنظيم عقلي لحياة الناس. وقد نادى بمذهب سان سيمون بعد وفاته ب. ب انفانتان (1796-1864) و ا. بازار (1791-1832) ومع ذلك فإنه قبل أن يمضي وقت طويل تحللت مدرسة السان سيمونيين، وتحولت إلى طائفة دينية، تركز على الجوانب الضعيفة من المذهب. مؤلفات سان سيمون الرئيسية هي: « رسائل من أحد سكان جنيف إلى معاصريه » (1803) « بحث في علم الإنسان » (1813-1816) – « بحث في الجاذبية العامة » (1821-1822) – « النظام الصناعي » (1821) – « تعاليم الصناعيين » (1823-1824) – « المسيحية الجديدة » (1825).

للأعلى

 

سبنسر، هربرت (1820-1903) Spencer, Herbert

عالم اجتماع ونفس انجليزي، وواحد من مؤسسي المذهب الوضعي. تأثرت آراؤه الفلسفية تأثرا قويا بهيوم وكانط وميل. وكانت فكرة « ما لا يقبل المعرفة » تحتل مكانة بارزة في مذهبه. فكان سبنسر يعتقد أن تعبير « مفهوم علمي » تعبير متناقض، ومن ثم لا يمكن فهمه. كما كان النزاع على الرأس القائل بأن العلم يقوم على أساس التجربة المحدودة للفرد، أي على أساس زائف، برهانا آخر قدمه سبنسر على فكرته القائلة بأن العلم عاجز عن أن يسبرغور جوهر الأشياء. والاعتراف بما لا يمكن معرفته هو أحد أحجار الزاوية في الدين، كما أنه يعطي سبنسر سببا للاعتقاد لأن العلم والدين متقاربان. وقد ارتبطت المثالية الذاتية واللاأدرية في تعاليم سبنسر بعناصر من المثالية الموضوعية (إدراك « الواقع المطلق » كمصدر للاحساسات والانطباعات البشرية) وتفسير مادي تلقائي لمشكلات العلم المتخصص. وكان التناول المادي العفوي بارزا في تعاليم سبنسر عن التطور. فقد مد سبنسر فكرة التطور من الأشياء الحية لتشمل كل الأشياء والظواهر. ومع ذلك فقد كان يتصور التطور بطريقة آلية، على أنه عملية إعادة توزيع للمادة والحركة في العالم، ومن ثم فقد محا الفروق بين المجالات المختلفة للعالم المادي. ويكمن مفهوم سبنسر في التطور في جذور آرائه الاجتماعية، فيما يسمى النظرية العضوية في المجتمع التي حاولت – بطريقة غير علمية إطلاقا – تحليل الحياة الاجتماعية على أسس بيولوجية. وكان سبنسر معارضا بشدة للاشتراكية. أبرز مؤلفاته « مذهب الفلسفة التركيبية » (1862-1896).

للأعلى

 

سبينوزا، باروخ أو بنديكت (1632-1677) Spinoza, Baruch or Benedict

فيلسوف مادي هولندي، طردته الجالية اليهودية بأمستردام من مجمع اليهود. ومؤلفاته الرئيسية هي « البحث اللاهوتي السياسي » و« علم الأخلاق ». وسبينوزا هو مؤسس المنهج الهندسي في الفلسفة. وقد صدر مذهب سبينوزا في بيئة تاريخية جعلت من البلاد الواطئة (هولندا) بلدا رأسماليا سباقا بعد تحرره من نير الملكية الاقطاعية الاسبانية. وقد اعتبر سبينوزا، شأنه في هذا شأن فرنسيس بيكون وديكارت، علم الطبيعة وتحسين أحوال الإنسان الغرض الرئيسي للمعرفة. فأضاف مذاهب السابقين عليه تعاليم خاصة بالحرية: فأظهر كيف تكون الحرية الإنسانية ممكنة في نطاق قيود الضرورة. وأقام سبينوزا وهو يحل هذه المشكلة تعاليمه عن الطبيعة. وقد أكد سبينوزا، وهو يناهض ثنائية ديكارت، أن الطبيعة وحدها هي التي توجد، وأنها علة نفسها ولا تحتاج إلى أي شيء عداها من أجل وجودها. وهي باعتبارها « طبيعة خلاقة » جوهر إلهي. وقد فرق سبينوزا بين الجوهر أو الوجود غير المشروط وعالم الأشياء أو الأحوال النهائية الفردية وكلاهما جسماني ومفكر. إن الجوهر واحد على حين أن الأحوال متعددة إلى ما لا نهاية. والعقل اللانهائي يستطيع أن يدرك الجوهر اللانهائي في جميع أشكاله ومظاهره. غير أن العقل الإنساني النهائي لا يدرك ماهية الجوهر كشيء لانهائي إلا في مظهرين: ك« إمتداد » وك« فكر ». وهاتان صفتان ملازمتان للجوهر. وتعاليم سبينوزا فيما يتعلق بصفات الجوهر مادية على وجه العموم، غير أنها ميتافيزيقية نظرا لأنه لا يعد الحركة صفة من صفات الجوهر. هذه هي القضايا التي وضعها سبينوزا وهو يبدع تعاليمه عن الإنسان. والإنسان عند سبينوزا هو المخلوق الذي ترتبط فيه حالة الإمتداد، الجسم، بحالة الفكر، النفس. والإنسان شأنه في هذا شأن أي من هذين الحالين جزء من الطبيعة. وسبينوزا في تعاليمه عن حال النفس قد رد تعقيدات الحياة النفسية إلى العقل والانفعال – الفرح والغم والرغبة. وقد وحد بين الإرادة والعقل. فقد أكد سبينوزا أن سلوك الإنسان إنما مبعثه توقه لحفظ الذات والمصلحة الشخصية. وقد دحض سبينوزا الفكرة المثالية عن حرية الإرادة، وعرّف الإرادة بأنها تقوم دائما على الدوافع. وقال في الوقت نفسه بأن الحرية ممكنة كسلوك قائم على معرفة الضرورة. ومهما كان الأمر فقد رأى سبينوزا أن الحكيم وحده، وليس جمهرة الناس، هو الذي يستطيع أن يكون حرا. وهذا التفسير للحرية هو تفسير مجرد وغير تاريخي. وواصل سبينوزا في نظريته عن المعرفة تزمته العقلي. وقد رفع من مقام المعرفة العقلية المؤسسة على العقل، فوق النظام الأدنى للمعرفة المستمدة من الحواس، وقلل من الدور الذي تلعبه التجربة. ووصف سبينوزا إدراك الحقيقة أو حدس العقل بأنه أسمى نمط للمعرفة العقلية. وهو في هذا إنما يقفو أثر ديكارت في إعلان الوضوح والمعقولية معيارا للحقيقة. وقد فعل سبينوزا الكثير لترويج تطوير الاحاد والتفكير الحر، العلمي منه والديني. ونادى بأن غرض الدين ليس فهم الأشياء بل مجرد المبادئ الأخلاقية السامية. وفي هذا يكمن السبب في أنه لا ينبغي للدين أو للدولة المساس بحرية الفكر. وتعاليم سبينوزا فيما يتعلق بالمجتمع تجعله خليفة لهوبز. وهو، عكس الأخير، لا يعتبر المَلكية بل الحكومة الديمقراطية أسمى شكل للسلطة، ويحد من قدرة الدولة على كل شيء بالحرية. وكان لسبينوزا تأثير قوي على مادية القرنين السابع عشر والثامن عشر الميتافيزيقية، وأثر تفكيره الحر الديني على تطور الإلحاد. وقد أثنى انجلز على آراء سبينوزا الفلسفية ثناء كبيرا فكتب:
« إن أكبر ثقة في فلسفة العصر أنها ابتداء من سبينوزا إلى الماديين الفرنسيين العظام قد أكدت على تفسير العالم من العالم نفسه، وتركت تأويل التفاصيل للعلم الطبيعي في المستقبل ». (جدل الطبيعة).

للأعلى

 

سقراط / Socrates / Socrate

فيلسوف يوناني بدأ بمذهبه التحول من النزعة الطبيعية المادية إلى المثالية. وقد عاش ودرس في أثينا وكان من بين تلاميذه العديدين أفلاطون وانتيسثينون واريستيبوس وأقليدس الميجاري. ولم يكتب سقراط شيئا غير أن عقيدته عُرفت عن طريق كتابات أفلاطون وأرسطو. وعنده ان نسيج العالم والطبيعة الفيزيائية للأشياء لا يمكن معرفتهما، ونحن لا نستطيع أن نعرف سوى أنفسنا. وقد عبر سقراط عن هذا الفهم لموضوع المعرفة في الصيغة التالية: اعرف نفسك. وليس الغرض الأسمى للمعرفة الناحية النظرية بل الناحية العملية من الحياة. والمعرفة عند سقراط هي الفكر، هي فكرة الكلي. وتنكشف الافكار عن طريق التعريفات ويتم التوصل اليها عن طريق الاستنباط. وقد قدم سقراط نفسه أمثلة على التعريفات والتعميمات الخاصة بالمفاهيم الاخلاقية (على سبيل المثال: الجسارة والعدالة. ويسبق تعريف مفهوم ما من المفاهيم نقاش في خلاله تـُظهر الاسئلة التناقضات بين المتناقشين، ويؤدي كشف التناقضات إلى استبعاد المعرفة الكاذبة، على حين ان حالة القلق تدفع العقل إلى البحث عن الحقيقة الواقعية. وقد قارن سقراط مناهجه في الدراسة بـ « فن المقابلة ». يفترض منهجه في التحاور موقفا نقديا تجاه التوكيدات القطعية، وأصبح يعرف بمنهج « التهكم ». وعلم الاخلاق عند سقراط علم عقلي. فالأفعال الشريرة لا تنتج إلا عن الجهل: وليس هناك إنسان شرير بإرادته الحرة.

للأعلى

 

ستروفه، بيوتر بيرنغاردوفيتش (1870-1944) Struve, Pyotr

اقتصادي وفيلسوف بورجوازي روسي وزعيم « الماركسية الشرعية » انتقد ستروفه الشعبوية ودعا إلى تطور الرأسمالية في روسيا، ونادى بالموضوعية البورجوازية؛ أعلن « التزامه » بالماركسية ولكنه راجع فرضياتها الأساسية، وعزا إلى ماركس « مادية اقتصادية » وانتقد نظرية القيمة من زاوية الاقتصاد السياسي الفج، وناصر المالتوسية. وابتداء من العام 1905 كان زعيما للكاديت اليمينيين. وفي الفلسفة (في كتبه « موضوعات مختلفة » – 1902 و« الوطنية » – 1911 وغيرهما) كان من اتباع كانط، ومن ثم داعية للمثالية الصوفية. وفي 1917 أصبح مهاجرا مع الروس البيض، عدوا للسلطة السوفياتية. نسف لينين أفكاره في مؤلفه « المحتوي الاقتصادية للشعبوية ونقدها في كتاب السيد ستروفه »، وفي مؤلفات أخرى.

للأعلى