شخصيات
وأعلام

حرف الفاء

موسوعة
الماركسية
فرانك فيليب فولتير فيورباخ    

فرانك، فيليب / Frank, Philipp / Franck, Philippe

عالم فيزيائي وفيلسوف متخصص في الفيزياء الرياضية. بدأ نشاطه في فيينا ثم حل محل آينشتاين في كرسي أستاذ الفيزياء النظرية ببراغ. ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1938. وفرانك وضعي جديد قام بدور فعّال في جماعة فيينا وكتب مع شليك سلسلة من الكتب تحت عنوان "مقالات حول النظرة العلمية للعالم" لعبت دورا كبيرا في صياغة الوضعية المعاصرة. وفرانك خصم نشط لفلسفة المادية الجدلية. وهناك مركب انتقائي من التجريبية والقبلية والتسليم بالجانب المفهوم الذي يعلو على نطاق الحس لبعض المقولات (المكان والزمان وغيرهما) يميز فرانك كما يميز بعض الوضعيين الجدد الآخرين (أنظر الوضعية الجديدة).

للأعلى

 

فولتير، فرانسوا ماري أروى (1694-1778) Voltaire, François Marie Arouet, dit

كاتب فرنسي وفيلسوف ومؤرخ وأحد زعاء حركة التنوير الفرنسية. ولما كان فولتير ابن رجل من رجال الدين، فقد تعلم في الكلية اليسوعية. وقد اعتقل مرتين (1717 و1725) لسخرياته من الأوضاع الاقطاعية. وأمضى فولتير معظم حياته خارج فرنسا. وقد تعاون مع ديدرو في اتمام "الموسوعة". ولقد كان مؤلّها ينكر الوحي (انظر الربوبية)، وكانت آراؤه عن العالم متناقضة. فرغم تأييده للميكانيكا والفيزياء عند نيوتن، إلا أنه أقر بوجود إله باعتباره المحرك الأول. وحركة الطبيعة إنما تسير وفق القوانين الأبدية، غير أن الله ليس بالمنفصل عن الطبيعة، ليس الله مادة خاصة، بل هو بالأحرى مبدأ الفعل الفطري في الطبيعة نفسها. وكان فولتير ميالا بالفعل إلى توحيد الله ("الهندسة الأبدية") بالطبيعة. وقد انتقد الثنائية ورفض فكرة النفس على أنها نوع خاص من المادة. والوعي في رأيه هو خاصية المادة الموجودة فحسب في الأجسام الحية، وبالرغم من هذا فإنه لكي يبرهن على هذه القضية الصحيحة أورد جدلا لاهوتيا بأن الله زود المادة بالقدرة على التفكير. وفولتير بمعارضته الميتافيزيقا اللاهوتية في القرن السابع عشر، ألح على الفحص العلمي للطبيعة. لقد رفض فولتير التعاليم الديكارتية عن النفس والأفكار الفطرية واعتبر الملاحظة والتجربة مصدر المعرفة وبشر بمادية لوك. ومهمة التعلم هي دراسة السببية الموضوعية. وفي الوقت نفسه أقر فولتير بوجود "أسباب قصوى" وذكر أن التجربة تشير إلى وجود محتمل لـ"عقل أسمى" و"مهندس معماري" للعالم. وتتميز آراؤه الاجتماعية-السياسية بأنها ضد الاقطاع. فقد حارب فولتير الاقطاع ودافع عن المساواة أمام القانون، وطالب بفرض ضريبة على الأملاك، كما طالب بحرية الكلام الخ. غير أنه رفض نقد الملكية الخاصة على أساس أن المجتمع يجب أن ينقسم بالضرورة إلى أغنياء وفقراء؛ وذهب إلى أن الشكل الأكثر معقولية للدولة، هو الملكية الدستورية التي يحكمها ملك مستنير. وقد مال في أخريات حياته إلى الرأي القائل بأن خير شكل للدولة هو الجمهورية. وقد نقد في مؤلفاته التاريخية النظرة الانجيلية والمسيحية عن تطور المجتمع ورسم خطوطا عريضة لتاريخ الإنسانية. فـ"فلسفة التاريخ" (والمصطلح من ابتكاره) تقوم عنده على أساس فكرة التطور التقدمي للمجتمع في استقلال عن إرادة الله. غير أنه فسر التغير التاريخي تفسيرا مثاليا على أنه يرجع إلى التغيرات في الأفكار. وكان لنضاله ضد الكهنوتية والشطحات الخيالية الدينية أهمية كبيرة في أعماله. وكان الهدف الرئيسي لتهكمه المسيحية والكنيسة الكاثوليكية التي اعتبرها العدو الرئيسي للتقدم. ومع هذا فإن فولتير لم يتقبل الإلحاد، ورغم أنه أنكر إمكان أي تجسد لله، إلا أنه اعتبر أن فكرة إله منتقم جبار يجب أستبقاؤها أي الاحتفاظ بها بين الناس. وكانت تلك واحدة من الحدود الطبقية لنظرته. مؤلفاته الرئيسية هي: « رسائل فلسفية » (1733) – « مقال في الميتافيزيقا » (1734) – « مبادئ فلسفة نيوتن » (1734) – « التاريخ العالمي » (1769) الخ.

للأعلى

 

فيورباخ، لودفيغ (1804-1872) Feurbach, Ludwig

فيلسوف مادي ألماني، ملحد، درس في جامعة ايرلانجين. أدى كتابه « أفكار حول الموت والخلود » الذي نشر في عام 1830 تحت اسم مستعار إلى فصله من الجامعة. وقد أمضى فيورباخ السنوات الاخيرة من حياته في قرية. لم يفهم طبيعة ثورة 1848 ولم يقبل الماركسية، رغم أنه انضم إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي قرب نهاية حياته. وقد تطورت آراء فيورباخ حول الموقف من الدين من أفكار الهيغليين الشبان إلى المادية. وقد أثر اعلانه المادية ودفاعه عنها تأثيرا عظيما على معاصريه. وكتب انجلز عن أثر كتاباته « كان الحماس عاما وصرنا جميعا فيورباخيين دفعة واحدة. » وكان المذهب الطبيعي في دراسة الانسان سمة مميزة لمادية فيورباخ التي كانت نتيجة للظروف التاريخية في ألمانيا ما قبل الثورة، وكانت تعبرعن المثل العليا للديمقراطية البورجوازية الثورية. وكان نقد فهم هيغل المثالي لجوهر الانسان وردّه الانسان إلى وعي الذات النقطة المبدئية في تطور فيورباخ الفلسفي. وأدى نبذه لهذا الرأي بصورة حتمية إلى نبذه المثالية بوجه عام. وكانت إحدى الخدمات التي أداها فيورباخ أنه أكد الرابطة بين المثالية والدين. وانتقد بشكل حاد الطبيعة المثالية للجدل الهيغلي. وقد فتح هذا الطريق إلى الاستفادة من المضمون العقلي للفلسفة الهيغلية، وساعد في هذا الصدد على تشكيل الماركسية. ولكن فيورباخ نفسه في الحقيقة قد نحى جانبا ببساطة فلسفة هيغل، لهذا أخفق في أن يلاحظ انجازها الأساسي، وهو الجدل. وقد كان المضمون الأساسي لفلسفة فيورباخ إعلان المادية والدفاع عنها. وهنا تبدى المذهب الطبيعي في دراسة الانسان في مشكلة جوهر الانسان ومكانته في العالم حيث يوجد في مكان الصدارة. ولكن فيورباخ لم يتابع السير على خط مادي متماسك في هذه المسألة لأنه كان يعتبر الانسان فردا مجردا، ككائن بيولوجي بحت. وفي نظرية المعرفة طبق فيورباخ تطبيقا متماسكا التجريبية والحسية. وكان يعارض اللاأدرية معارضة حازمة. ولم ينكر في الوقت نفسه أهمية الفكر في المعرفة، وحاول أن يتناول الموضوع في علاقته بنشاط الذات، وأعلن بعض الافتراضات بشأن الطبيعة الاجتماعية للمعرفة والوعي الإنسانيين، الخ. ولكن فيورباخ – إجمالا – لم يتغلب على الطبيعة التأملية للمادية السابقة على الماركسية وظل فيورباخ – في فهمه للتاريخ - يتخذ مواقف مثالية كلية. وقد نتجت الآراء المثالية في الظواهر الاجتماعية عن رغبته في تطبيق علم الانسان كعلم كلي على دراسة الحياة الاجتماعية. وكانت مثالية فيورباخ واضحة بصفة خاصة في دراسته للتاريخ والأخلاق. فقدكان يعتبر الدين اغترابا (استلابا) وتحققا موضوعيا للسمات الانسانية التي كان يعزو إليها جوهرا خارقا للطبيعة. فالانسان يزدوج ويتأمل جوهره في الله. وهكذا يكون الدين « وعي الذات اللاواعي » لدى الانسان. ويرى فيورباخ أن السبب في هذا الازدواج هو شعور الانسان بالاعتماد على القوى التلقائية للطبيعة والمجتمع. ومن الأمور المثيرة للاهتمام بصفة خاصة تخمينات فيورباخ حول الجذور الاجتماعية والتاريحية للدين. ولكن فيورباخ – نظرا لنزعته إلى المذهب الطبيعي في د.اسة الانسان – لم يتجاوز حدود التخمينات في هذه المسألة، وعجز عن أن يجد وسائل فعالة لاثبات رأيه في الدين. فقد كان يبحث عن هذه الوسائل في الاستعاضة بوعي الذات اللاواعي عن اللاوعي ويتم هذا في النهاية – في التربية. ولأنه لم يفهم العالم الواقعي الذي يعيش الانسان فيه، فإنه كان يستنبط مبادئ الاخلاق من سعي الانسان الغريزي إلى السعادة. وكان يعتقد أن تحقيقها ممكن شرط أن يحد كل فرد – بطريقة عقلية – من مطالبه، وأن يحب الآخرين. والأخلاق التي بناها فيورباخ مجردة وأبدية، وهي نفسها بالنسبة لكل الأزمنة ولكل الشعوب. لقد كان فيورباخ – بغض النظر عن حدود أرائه – السلف المباشر للماركسية. ويردد بعض المثاليين اليوم أفكار فيورباخ في المذهب الطبيعي في دراسته الانسان بتفسير مثالي صريح. مؤلفاته الرئيسية هي: « في نقد الفلسفة الهيغلية » (1839) – « جوهر المسيحية » (1841) – « الموضوعات الجارية لاصلاح الفلسفة » (1842) – « أسس فلسفة المستقبل » (1843).

للأعلى