مفاهيم
ومصطلحات

حرف الفاء

موسوعة
الماركسية
فصل السطات الفعل المباشر... الفكرة الفلسفة الفن
الفن التجريدي الفن للفن الفوضوية الفيثاغوريين  

فصل السطات / Separation of Powers / Séparation des Pouvoirs

التعاليم الخاصة بفصل السلطات إلى تشريعية وتنفيذية وقضائية. وكان لوك أول من اقترح فصل السلطات، ثم تطور الأمر على يدي مونتيسكيو. وتفيد التعاليم البورجوازية الخصة بفصل السلطات كأساس ايديولوجي لتحالف البورجوازية والارستقراطية، وتحديد سلطة الحكم المطلق، وذلك بتركيز السلطة التشريعية في أيدي مجالس الأمة البورجوازية. وفصل السلطات في الدولة البورجوازية مسألة شكلية، ففي عدد من الحالات تستغل لتبرير السلطة التنفيذية الرئاسية "القوية".

للأعلى

 

الفعل المباشر والفعل عن بعد / Immediate and At Distance Action / Action Immediate et à Distance

مفهومان متقابلان يستخدمان لشرح الطبيعة العامة لتفاعل الأشياء الطبيعية. ويقرر مفهوم الفعل المباشر أن التأثير على شيء مادي يمكن أن ينتقل فقط من نقطة محددة في المكان إلى نقطة متاخمة لها مباشرة، وفي فترة زمنية متناهية. أما الفعل عن بعد فيقر بانتقال الفعل عبر مسافة بسرعة آنية في اللحظة نفسها، أي أن هذا التصور يقر عمليا بالفعل خارج الزمان والمكان. وقد لاقى هذا التصور بعد نيوتن قبولا واسع النطاق في الفيزياء، على الرغم من أن نيوتن نفسه أدرك أن فكرة الفعل عن بعد – التي أدخلها – (الجاذية مثلا) كانت مجرد حيلة شكلية مكنته من اعطاء وصف – ضمن حدود – للظواهر المرصودة. وقد جاء التأكيد النهائي لمبدأ الفعل المباشر مع تطور مفهوم المجال الفيزيائي. وتصف معادلات هذا المجال نقطة معينة من المكان، وفي لحظة محددة من الزمان، على أنها معتمدة بشكل مباشر على الأوضاع في اللحظة السابقة عليها مباشرة وفي النقطة المتاخمة لها مباشرة.

للأعلى

 

الفكرة / Idea / Idée

اصطلاح فلسفي يشير إلى "المغزى" أو "المعنى" أو "الجوهر"، ويرتبط ارتباطا وثيقا بمقولات التفكير والوجود. وتم استخدام مقولة الفكر في تاريخ الفلسفة بمعان مختلفة. فعندما ينظر إلى فكرة ما على أنها توجد في الذهن فحسب فأنها تشير إلى: – 1) صورة حسية تنشأ في الذهن كانعكاس لموضوعات حسية (أنظر الواقعية الساذجة). 2) "معنى" أو "جوهر" أشياء يمكن ردها إلى احساسات أو انطباعات الذات أو إلى المبدأ الخلاق الذي يعطي للعالم وجودا (أنظر المثالية الذاتية). كذلك تشير الفكرة في بعض المذاهب الفلسفية إلى المبدأ المادي، فقد كان ديموقريطس – مثلا – يسمى الذرات التي كان يقول بها "أفكارا". وفي المذاهب المثالية الموضوعية الفكرة هي الجوهر الموجود وجودا موضوعيا لكل الأشياء (أنظر الفكرة الموضوعية). ففي فلسفة هيغل مثلا تمر الفكرة – وهي معنى كل الأشياء وخالقها والتي تتطور تطورا منطقيا بحتا – بثلاث مراحل: موضوعية وذاتية ومطلقة. ويساعد الفهم السليم للعلاقة بين التفكير والوجود، على حل مسألة الفكرة، وهذه المسألة لم توضح بطريقة علمية ومتماسكة إلا في المادية الجدلية، التي تعتبر الفكرة انعكاسا لواقع موضوعي. وهي تؤكد في الوقت نفسه التأثير العكسي للفكرة على تطور الواقع المادي، بهدف تحويله. وتفهم الفكرة أيضا على أنها شكل أو منهج للمعرفة، الغرض منه صياغة المبدأ النظري المعمم الذي يفسر الجوهر، أي قانون الظواهر. وهكذا – على سبيل المثال – فكرة مادية العالم، والطبيعة التموجية الجسيمية الثنائية للجوهر والمجال وهكذا.

للأعلى

 

الفلسفة / Philosophy / Philosophie

علم القوانين العامة للوجود (أي الطبيعة والمجتمع)، والتفكير الانساني وعملية المعرفة. والفلسفة شكل من أشكال الوعي الاجتماعي، وهي تتحدد في النهاية بعلاقات المجتمع الاقتصادية. والمشكلة الرئيسية في الفلسفة باعتبارها علما خاصا هي علاقة الفكر بالوجود والوعي بالمادة. وكل مذهب فلسفي إنما يقدم حلا متطورا عينيا لهذه المشكلة حتى لو كانت "المشكلة الرئيسية" ليست مصاغة فيه بشكل مباشر. وكان فيثاغورس أول من استخدم مصطلح "فلسفة". وقد اعتبرت علما خاصا عند أفلاطون ونشأت الفلسفة في المجتمع العبودي كعلم يضم المحصلة الكلية لمعرفة الانسان بالعالم الموضوعي وبنفسه. وهو ما كان طبيعيا إذا ما وضعنا في الاعتبار المستوى المنخفض للمعرفة في تلك المرحلة الأولى من التاريخ الانساني. وعندما تطور الانتاج الاجتماعي وتراكمت المعرفة العلمية، تفرعت العلوم من الفلسفة، لكن الفلسفة تميزت كعلم مستقل. وقد نشأت الفلسفة كعلم من ضرورة تكوين نظرة عامة للعالم ولدراسة عناصره وقوانينه العامة، ومن الحاجة إلى منهج عقلي للتفكير والحاجة إلى المنطق – وهذه الحاجة وضعت علاقة الفكر بالوجود موضع الصدارة من الفلسفة، لأن حلها إنما يتضمن الفلسفة جميعا، كما أنها هي أساس منهج ومنطق المعرفة. وقد نجم عن هذا أيضا استقطاب الفلسفة في تيارين متعارضين تعارضا قطعيا، هما المادية والمثالية، وهي ثنائية تقيم وضعا متوسطا بينهما. وقد طبع صراع المادية والمثالية آثاره على تاريخ الفلسفة كله وهو قوة من قواها المحركة الرئيسية. وهذا الصراع يرتبط ارتباطا وثيقا بتطور المجتمع ومصالح الطبقات الاقتصادية والسياسية والايديولوجية. وقد أفضى إتضاح المشكلات النوعية للفلسفة إلى فرز جوانب مختلفة كأقسام مستقلة بشكل أو بآخر. وفي الوقت نفسه محددة تحديدا صارما، وهذه الأقسام هي مبحث الوجود ومبحث المعرفة والمنطق وعلم الاخلاق وعلم الجمال وعلم النفس وعلم الاجتماع وتاريخ الفلسفة. وفي الوقت نفسه حاولت الفلسفة – بسبب المعرفة العينية – أن تضع حلقات وقوانين مخترعة محل الحلقات والقوانين المفقودة للعالم، ومن ثم تصبح علما خاصا "علم العلوم"، تقوم فوق العلوم الأخرى جميعها. فهي بالنسبة للطبيعة كانت الفلسفة الطبيعية وهي بالنسبة للتاريخ فلسفة التاريخ وكان مذهب هيغل المذهب الأخير من هذا النوع. ولكن مع تراكم المعرفة وتغايرها اختفت جميع الأسس لوجود الفلسفة باعتبارها "علم العلوم". وكانت الماركسية-اللينينية أول من فهم بوضوح المتطلبات الاجتماعية التي تقيم الفلسفة كعلم خاص ومكانتها ودورها في الثقافة الروحية وبالتالي مجال مشكلاتها وموضوعها (أنظر المادية الجدلية، والمادية التاريخية). والمعرفة النظرية لظواهر العالم الخارجي مستحيلة بدون تفكير متطور منطقيا. لكن الفلسفة هي التي طورت المقولات والقوانين المنطقية الدقيقة بسبب التقسيم المحدد تاريخيا للعمل بين العلوم. ولقد طورت الفلسفة الماركسية-اللينينية وطبقت بشكل متماسك المبدأ المادي في فهم العالم والفكر الموضوعيين، وأثرت هذا المبدأ بنظريتها الجدلية وتشييدها للمنطق الجدلي، باعتباره « علما لا لأشكال الفكر الخارجية بل، باعتباره علم قوانين تطور (جميع الأشياء المادية والطبيعية والروحية)، بعبارة أخرى قوانين تطور المحتوى العيني الكلي للعالم ومعرفته أي المحصلة الكلية وخلاصة (تاريخ) "معرفة العالم" » (لينين). وتعتبر الفلسفة الماركسية الأشكال والقوانين المنطقية أشكال وقوانين تطور العمليات الطبيعية التاريخية الاجتماعية، والتي يجري التأكد منها واختيارها بالتجربة الانسانية الكلية، إن هذه الفلسفة إنما تلغي التفرقة بين مبحث الوجود والمنطق ونظرية المعرفة. وهذا مبدأ رئيسي لفلسفة المادية الجدلية. وهكذا تقدم النظرية الفلسفية للماركسية حلا ماديا جدليا للمشكلة الرئيسية في الفلسفة. حلا يتم عرضه واستكماله وتطويره في جميع التفاصيل بشكل عيني. وتبدو القوانين والأشكال المنطقية هنا على أنها الأشكال والقوانين التي تحكم كل عملية طبيعية واجتماعية تاريخية منعكسة في عقل الانسان، باعتبارها مراحل في الترديد النظري للأشياء في تطابق تطورها الحقيقي. والفلسفة، وقد قامت على مثل هذا الفهم لدورها ولموضوعها ومهامها في تطور الثقافة الانسانية، هي أداة قوية في معرفة الانسان ونشاطه، وهي عامل فعال من أجل مزيد من تطور المعرفة والممارسة. وبمثل هذا الفهم للفلسفة تستحيل أجزاوها: علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاخلاق وعلم الجمال باطراد إلى علوم مستقلة لا ينظر إليها على أنها علوم فلسفية إلا من ناحية التراث. حقا أن هذا التراث له أسسه، لأن هذه العلوم ترتبط أساسا بالمشكلات النوعية للفلسفة، وخاصة علاقة الذات بالموضوع. وهناك اتجاهات معادية للفلسفة كافة في بعض النظريات المعاصرة. وهذه الاتجاهات تميز بصفة خاصة الوضعية الجديدة التي تعلن أن مشكلات الفلسفة مشكلات زائفة وتحاول أن تضع

للأعلى

 

الفن / Art

شكل نوعي من أشكال الوعي الاجتماعي والنشاط الانساني، يعكس الواقع في صور فنية، وهو واحد من أهم وسائل الاستيعاب والتصوير الجمالي للعالم. وترفض الماركسية التفسيرات المثالية للفن على أنه نتاج وتعبير عن "الروح المطلق" و"الارادة الكلية" و"الالهام الالهي" والتصويرات والانفعالات اللاشعورية للفنان. والعمل هو الابدع الفني ومصدر العملية السابقة التي تشكل عواطف احتياجات الانسان الجمالية. وترجع الآثار الأولى للفن البدائي إلى العصر الحجري المتأخر، أي تقريبا بين 40 ألف إلى 20 ألف قبل الميلاد. وكانت للفن بين الشعوب البدائية علاقة مباشرة بالعمل، ولكن هذه العلاقة أصبحت بعد ذلك أكثر تعقدا وتوسطا. وتكمن وراء التطورات اللاحقة في الفن التغيرات التي طرأت على البنيان الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع. ويلعب الشعب دائما دورا كبيرا في تطور الفن. وتتدعم الروابط المختلفة التي تربطه بالشعب في واحد من ملامحه المحددة، هو الطابع القومي. وتوجد أشياء كثيرة مشتركة بين الفن – كشكل من أشكال الانعكاس الوجود الاجتماعي – وبين المظاهر الأخرى لحياة المجتمع الروحية: مثل العلم والتكنولوجيا (أنظر علم الجمال والتكنولومجيا)، والايديولوجية السياسية (أنظر الانحياز في الفن)، والاخلاقيات (أنظر الجمال الاخلاقي). وفي الوقت نفسه فإن للفن عددا من الملامح المحددة التي تميزه عن كل أشكال الوعي الاجتماعي الأخرى. وعلاقة الانسان الجمالية بالواقع هو الموضوع المحدد للفن، ومهمته هي التصوير الفني للعالم، ولهذا السبب فإن الانسان – باعتباره حاملا للعلاقات الجمالية – يكون دائما في المركز من أي عمل فني. وموضوع الفن (الحياة في كل أشكالها المتعددة) الذي يسيطر على الفنان، ويعرضه في شكل معين من الانعكاس – أي في صور فنية تمثل الوحدة النفـّاذة للحسي والمنطقي، المحسوس والمجرد، الفردي والكلي، المظهر والجوهر وهكذا. ويخلق الفنان الصور الفنية على أساس من معرفته بالحياة ومن مهارته. ويحدد موضوع وشكل انعكاس الواقع في الفن وطبيعته النوعية – وهي إشباع حاجات الناس الجمالية عن طريق ابداع أعمال جميلة يمكنها أن تجلب السعادة والبهجة للانسان، وأن تثريه روحيا وأن تطور وتوقظ فيه في الوقت نفسه الفنان القادر، في المجال المحسوس لجهده، على أن يخلق طبقا لقوانين الجمال، وأن يعرفنا على الجمال في الحياة. وعن طريق هذه الوظيفة الجمالية يعرض الفن أهميته المعرفية ويمارس تأثيره الايديولوجي والتربوي القوي. ولقد برهنت الماركسية-اللينينية على الطبيعة الموضوعية للتطور الفني الذي تشكلت خلاله الأنواع الرئيسية للفن: الأدب والرسم والنحت والموسيقى والمسرح والسينما.. الخ. وتاريخ الفن هو تاريخ التأمل الفني للواقع، الذي يزداد عمقا باطراد، ومد وإثراء المعرفة الانسانية الجمالية بالعالم وتحويله الجمالي. ويرتبط تطور الفن ارتباطا لا ينفصم بتطور المجتمع، وبالتغيرات التي تحدث في بنائه الطبقي. ورغم أن الخط العام للفن هو تحسين الوسائل من أجل تأمل فني أعمق للواقع، إلا أن هذا التطور غير متوازن. لهذا فإنه حتى في الأزمنة القديمة بلغ الفن مستوى عاليا، وبمعنى معين اكتسب أهمية العلم العام. وفي الوقت نفسه فإن أسلوب الانتاج الرأسمالي – وهو أعلى بدرجة لا تقاس من أسلوب إنتاج المجتمع العبودي – اسلوب معاد للفن والشعر، إذا استخدمنا تعبير ماركس، لأنه يبغض المثل العليا الاجتماعية والروحية السامية. ويرتبط الفن التقدمي – في المجتمع الرأسمالي – إما بفترة بزوغ الرأسمالية، حينما كانت البورجوازية ما زالت طبقة تقدمية، وإما بنشاط الفنانين الذين ينقدون هذا النظام (انظر الواقعية النقدية) والانهيار الايديولوجي الفني (انظر النزعة الشكلية). والفن التجريدي من ملامح الفن الرجعي المعاصر. أما المثل الأعلى الجمالي – في أعلى أشكاله – فيتجسد في نظرة الطبقة العاملة إلى العالم ونشاطها العملي، وفي النضال من أجل إعادة صنع العالم شيوعيا وهذا المثل الأعلى هو الذي يوجه فن الواقعية الاشتراكية.

للأعلى

 

الفن التجريدي / Abstract Art / Art Abstrait

تيار شكلي في الفن الحديث لا يصور الأشياء الواقعية كما هي. ويصف منظّرو التجريد من أمثال ميشيل سوفور العمل الفني بالتجريد إذا كان لا يحتوي على أي شيء يذكر، أو لا يعكس بأية طريقة الواقع كما نلاحظه. ويعد الفن التجريدي الذروة المنطقية للتكعيبية والمستقبلية وغيرهما من التيارات الشكلية الأخرى. وتعد الصور التي رسمها عام 1910 الفنان الروسي ف. كاندنسي (1866-1944) من أقدم الصور التجريدية. وهناك رسام تجريدي روسي آخر هو ك. ماليفيتش (1878-1935) أطلق على فنه مصطلح "النزعة المتسامية". وسرعان ما ظهر الفن التجريدي في فرنسا (روبير ديلوني) وفي هولندا (جماعة شتيل 1917، ب. مونديان، ت. فان دوزبرج.. وغيرهم) وقد ازدهر الفن التجريدي منذ الحرب العالمية الثانية في عدد كبير من البلدان الرأسمالية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية (جاكسون بولوك، ومارك روتكو، وغيرهما). ويقوم الآساس المعرفي لهذا الفن على الذاتية والمثالية حيث ينفصل الفن عن الحياة، وحيث تتعارض الجوانب العقلية والانفعالية (الحدسية) لعملية الابدع تماما، كما تتعارض أشكال الفن مع محتواها الايديولوجي. ويرفض الفن التجريدي أن يعبر داخله عن صور الناس النمطية والأحداث الواقعية وبيئة الانسان، ومن ثم يستحيل التعبير عن معنى الحياة وغرضها في العمل الفني. ويحل الفن التجريدي التعبير عن جانب من "الواقع الروحاني" الصوفي و"الطاقة الحدسية" واهتزازات ما تحت الشعور لدى الانسان محل جمال ودراما الواقع الفطريين في كل فن صادق. ومما يميز الفن التجريدي هدمه للصور الفنية هدما كاملا، بالافراط في تشويه الأشكال الواقعية وبتحويل الصورة إلى فوضى البقع الخالية من المعنى، والخطوط والنقط والأسطح والأشكال ذات الأبعاد الثلاثة.

للأعلى

 

الفن للفن (الفن الخالص) / Art For Art's Sake / L'Art pour l'Art

مبدأ علم الجمال المثالي، يوضع في تناقض مع المطلب الواقعي من أجل مضمون فكري عال وتحيز في الفن. ترجع مصادره النظرية إلى قول كانط بأن الحكم الجمالي ليس ذا نفع عملي. وقد انتشر هذا المبدأ في القرنين التاسع عشر والعشرين، عندما كان أنصاره – في صراعهم ضد الواقعية – يدافعون عن فكرة "الهدف الذاتي" الداخلي، وعن "الطبيعة المطلقة" للفن، الذي يفترضون أنه لا يرمي إلا إلى الامتاع الجمالي الخالص. ويؤدي انكار الدلالة المعرفية والايديولوجية والتربوية للفن واعتماده على الحاجات العملية للعصر، إلى زعم – حتما – بأن الفنان "حر" من المجتمع، ولا يحمل مسؤوليات إزاء الشعب، أي يؤدي إلى النزعة الفردية المتطرفة.

للأعلى

 

الفوضوية / Anarchism / Anarchisme

اتجاه اجتماعي سياسي للبورجوازية الصغيرة معاد لكل سلطة، بما في ذلك دكتاتورية الطبقة العاملة (البروليتاريا)، ويضع مصالح الملكية الخاصة الصغيرة في مقابل تقدم المجتمم القائم على الانتاج الواسع النطاق. وللفوضوية أسسها الفلسفيه في الفردية والذاتية والارادية. ويرتبط ظهور الفوضوية بأسماء شميت وشترنر وبرودون وباكونين، الذين انتقدت نظرياتهم الخيالية (الطوباوية) في مؤلفات ماركس وانجلز. وكانت الفوضوية منتشرة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا في القرن 19. وهي لا تذهب إلى أبعد من العبارات العامة ضد الاستغلال، وتفتقر إلى تفهم أسباب الاستغلال والصراع الطبقي، ويخدم انكار الفوضويين للنضال السياسي – موضوعيا – اخضاع الطبقة العاملة للسياسة البورجوازية. وأكثر المسائل أهمية في النضال ضد الفوضوية هو موقف الثوريين من الدولة ودور الدولة بوجه عام، إذ يطالب الفوضويون بإلغاء الدولة فورا، ولا يعترفون بإمكان استخدام الدولة البورجوازية لإعداد الطبقة العاملة لثورة. وللفوضوية اليوم بعض التأثير في إسبانيا وإيطاليا وأمريكا اللاتينية.

للأعلى

 

الفيثاغوريون / Pythagoreans / Pythagoricien

أتباع الفيلسوف اليوناني فيثاغورس الساموسي (حوالي 580 - 500 قبل الميلاد). وقد ازدهرت المدرسة الفيثاغورية حتى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد وساهمت مساهمة قيمة في تطور الرياضة والفلك. وعلى أية حال فإن الفيثاغوريين باضفائهم الطابع المطلق على الكم التجريدي، وفصله عن الأشياء المادية قد افضى بهم الأمر إلى فلسفة مثالية، بمقتضاها تشكل العلاقات الكمية ماهية الأشياء. وهكذا عندما اكتشف بعض الفيثاغوريين أن بعدا موسيقيا كميا ما هو أساس النغمات والتناغم، عمموا هذا الاكتشاف في تعاليمهم حول "تناغم المجالات" الكونية. وقد أدى هذا الرأي إلى ظهور الرمزية الرياضية، وإضفاء صفات صوفية على الأعداد عند الفيثاغوريين وهو رأي كان مشبعا بالخرافات ومختلطا بإيمان الفيثاغوريين بتناسخ الروح. وعندما تطورت المدرسة نما اتجاهها المثالي والتصوفي. فلم تكن الفيثاغورية مدرسة فلسفية ورياضية فحسب، بل كانت أيضا أخوة دينية وتنظيما سياسيا للارستقراطية مالكة العبيد. وقد أسس فيثاغورس حزبا فيثاغوريا رجعيا في كروتو (جنوب إيطاليا) وبعد خمسمائة عام، في حقبة انهيار النظام العبودي القديم تبنت الأفلاطونية الجديدة التصوف الفيثاغوري للأرقام وأعادت احياءه.

للأعلى