مفاهيم
ومصطلحات

حرف الهاء

موسوعة
الماركسية
الهيغلية الجديدة الهيغليون الشبان      

الهيغلية الجديدة / New Hegelianism / Néo Hégelianisme

تيار فلسفي مثالي ظهر في انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كرد فعل للمادية التاريخية الطبيعية والوضعية، وللدفاع عن الدين والفلسفة التأملية (غرين، برادلي، رويس، ماكتجارت وغيرهم). ومع بداية القرن الحالي سارت الهيغلية الجديدة في تيار معاد للماركسية. وانتشر هذا التيار في إيطاليا (انظر كروتشه وجنتيله) وفي روسيا (ا. أي. اليين وآخرون) وفي هولندا (ج. بولاند). وبرزت الهيغيلية الجديدة الألمانية عشية وعقب الحرب العالمية الأولى. وبعد الحرب العالمية الثانية انتشرت الهيغلية الجديدة في فرنسا وامتزجت امتزاجا شديدا بالوجودية (ج. فال وج. إيبوليت وكوجيف). والهيغلية الجديدة بصفة عامة ترفض الجدل أو تقصر تطبيقه على مجال الوعي فحسب. وتفسر هيغل بشكل لاعقلاني بروح فلسفة الحياة. ويختلف حل مشكلة التناقض في الهيغلية الجديدة من "التصالح" (برادلي وهيرنغ) إلى رفض أية إمكانية لحل التناقضات (فال وكروتشه). وفي علم الاجتماع تستغل الهيغلية الجديدة الجوانب الرجعية في الفلسفة الهيغلية عن الروح لـ"تبرير" الدولة الامبريالية (بوزانكت) وكذلك "الدولة التضامنية" الفاشية (جنتيله وهيرنغ)، كوسيلة للتوفيق بين الطبقات في المجتمع. وفي عام 1930 أقيم مركز للهيغلية الجديدة تحت اسم الاتحاد الهيغلي الدولي.

للأعلى

 

الهيغليون الشبان / Young Hegelians / Jeunes Hégeliens

(أو الهيغليون اليساريون) مفكرو الليبرالية الألمانية في ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر وممثلو الجناح المتطرف لمدرسة هيغل الفلسفية. وكان تفسيرهم للفلسفة الهيغيلية ونقدهم للمسيحية – في الظروف التي كانت سائدة في ألمانيا في ذلك الوقت – شكلا محددا للفكر الديمقراطي البورجوازي والمصالح السياسية البورجوازية بوجه عام. وقد دعم كتاب دافيد شتراوس "حياة المسيح" (1835) – الذي يحلل تحليلا نقديا المعتقدات القطعية الانجيلية – تكوين الجناح اليساري الهيغلي. ولم تكن نظريات الهيغليين الشبان إلا محاولة أولى – مصاغة على نمط الدين – لتحليل الوعي الاجتماعي كبناء اجتماعي (ايديولوجية). وقد تمركز انتباههم على مسألة كيفية ظهور المفاهيم الزائفة للمجتمع وكيفية اكتساب هذه المفاهيم قوة القهر. وقد فسر شتراوس هذا بالاصرار التقليدي على الآراء اللاهوتية. أما باور فرأى مصدر هذه الظاهرة في "استلاب" (اغتراب) منتجات وعي الفرد بذاته، أي أن منتجات العقل الانساني كانت تعتبر تجريدات مستقلة عنه. وقد كشف التحليل النقدي للمذهب المثالي للهيغليين الشبان قصور التحليل الداخلي البحت للوعي الاجتماعي، وبيّن ضرورة بحث العلاقات الاجتماعية الماديه لاستنباط الحياة الروحية للمجتمع منها. وقد أدرك هذه الضرورة – إلى حد ما – فيورباخ، وأنجز المهمة ماركس وانجلز، اللذان انضما إلى حركة الهيغليين الشبان في بداية الأربعينات. ولكنهما توصلا إلى فهم جديد كلية للتطور الاجتماعي – هو نظرية المادية التاريحية. ويتضح إفلاس حركة الهيغليين الشبان كنزعة متطرفة بورجوازية – أكثر ما يتضح – في فهمها لدور الجماهير في التاريخ. وهذا واضح في مولفات شتيرنر أحد الممهدين للفوضوية. وقد كانت افكار الصراع الطبقي، والقوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي، ودور العلاقات الاقتصادية في حياة المجتمع، أفكارا غريبة على الهيغليين الشبان. وكانت السمة المميزة لهم إنشاء الجمل الثورية، التي لم تكن تتضمن سوى تهديدات للطبقات الحاكمة التي كانت تحاول وقف التطور البورجوازي في ألمانيا. وكانوا يعتبرون الجماهير "عدو الروح" والتقدم. وعندهم أن "الفرد ذا التفكير النقدي" هو القوة الدافعة للتاريخ. وقد انتقد ماركس وانجلز بشدة أفكار الهيغليين الشبان في مؤلفهما "العائلة المقدسة" و"الايديولوجية الألمانية".

للأعلى