‏الاتحاد العظيم للجماهير الشعبية


المصدر: ‏ من مقال ((الاتحاد العظيم للجماهير الشعبية)) المنشور في الاعداد 2-4 من مجلة ((نقد هونان)) في ‏تموز- آب 1919.‏‏
المصدر : ‏ ماركسية ماو تسي تونغ / نصوص غير متداولة‏، ‏ إعداد جورج طرابيشي‏، دار الطليعة، بيروت، صفحة ‏‏181-182 ‏‏
نسخ
: الرفيق باشق، يوليو 2008


‏ ‏‏ إن انحطاط الدولة وآلام الإنسانية والظلمات الاجتماعية قد أدركت جميعها نقطة الأوج. ‏ومن بين الوسائل القمينة بإصلاح الوضع وبإيجاد العلاج له ، يمثل التعليم والتصنيع و ‏الجهود الحازمة والخلق والهدم (هدم ما هو بال) والبناء وسائل لا بأس بها، ولكن هناك ‏وسيلة جوهرية أكثر : الاتحاد الكبير للجماهير الشعبية.‏

لو نظرنا إلى التاريخ للاحظنا أن جميع الحركات التي حدثت عبر التاريخ ، أيا كان ‏نوعها ، قد اعتمدت جميعها بلا استثناء في منشئها على اتحاد عدد معين من الناس. ‏وبديهي إن الحركة إذا كانت اكبر تتطلب اتحادا اكبر ، واكبر الحركات تتطلب اكبر ‏الاتحادات. وجميع الاتحادات التي من هذا النوع إنما تظهر بوجه خاص في عصور ‏الإصلاح أو المقاومة ...‏

وما يقرر النصر أو الهزيمة إنما هو متانة الاتحاد أو ضعفه، والطابع الجديد أو الهرم، ‏الصحيح أو الخاطئ، للايدولوجيا التي يقوم عليها ...‏

عندما انتصب في فرنسا الاتحاد الكبير للجماهير الشعبية في وجه الاتحاد الكبير لأنصار ‏الملكية ، وانتزع نصر ((الإصلاح السياسي)) ، حذا عدد من البلدان حذو هذا المثال ‏وشرع بعدد من ((الإصلاحات السياسية)). ومنذ أن انتصب في روسيا في العام الماضي ‏الاتحاد الكبير للجماهير الشعبية في وجه الاتحاد الكبير للارستقراطيين والاتحاد الكبير ‏للرأسماليين، وانتزاع نصر ((الإصلاح الاجتماعي))، حذا عدد من البلدان مثل المجر ‏والنمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا حذو هذا المثال ، وشرع بعدد من الإصلاحات ‏الاجتماعية. وبالرغم من إن هذا النصر لم يكتمل بعد ، فانه قابل بالتأكيد لان يكتمل ، ‏وفي وسعنا أيضا إن نتصور انه سيمتد إلى العالم كله.‏

كيف يمكن لاتحاد الجماهير الشعبية الكبير أن يكون رائعا على هذا النحو؟ لان الجماهير ‏الشعبية في قطر من الأقطار أكثر عددا بما لا يحصى من الارستقراطيين والرأسماليين ‏وغيرهم من أقوياء هذا العالم ...‏
 


border=0>