الصداقة الكبرى


المصدر: ‏ من مقال لماو تسي تونغ في 1953 بمناسبة وفاة ستالين‏
المصدر : ‏ ماركسية ماو تسي تونغ / نصوص غير متداولة‏، ‏ إعداد جورج طرابيشي‏، دار الطليعة، بيروت، صفحة ‏204-206 ‏
نسخ
: الرفيق باشق، يوليو 2008


‏ إن اكبر عبقرية في العصر الحاضر ، أعظم مرشد للحركة الشيوعية الأممية ، ‏رفيق النضال للينين الخالد ، الرفيق جوزيف فيساريونوفيتش ستالين ، قد قال وداعا ‏والى الأبد.‏

إن مساهمة الرفيق ستالين في عصرنا ، سواء على الصعيد النظري أم على صعيد ‏الممارسة ، لا تقدر. فقد كان ستالين ممثل العصر الجديد الذي ننتمي إليه. ولقد قاد ‏نشاطه الشعب السوفياتي والشعب الكادح في الأقطار كافة إلى قلب وضع العالم ‏بأسره ، عن طريق انتصار القضية العادلة للديمقراطية الشعبية وللاشتراكية في جزء ‏كبير من العالم ، في ثلث الكرة الأرضية الذي يضم ما ينيف على 800 مليون نسمة ‏من السكان ...‏

‏ لقد طور الرفيق ستالين الماركسية – اللينينية على جميع المستويات ، بصورة تبقى ‏ذكرا دائما ... لقد طور الرفيق ستالين بصورة خلاقة نظرية لينين حول لا تساوي ‏تطور الرأسمالية ، وحول إمكانية انتصار الاشتراكية في قطر واحد من البداية ، ‏وساهم الرفيق ستالين على نحو مبدع في نظرية الأزمة العامة للنظام الرأسمالي ، ‏وساهم في نظرية بناء الشيوعية في الاتحاد السوفياتي ، ونظرية القوانين الاقتصادية ‏الأساسية للرأسمالية والاشتراكية في عصرنا ، ونظرية الثورة في المستعمرات ‏وأنصاف المستعمرات. وطور الرفيق ستالين علاوة على ذلك وبصورة خلاقة نظرية ‏لينين حول بناء الحزب. وجميع نظريات الرفيق ستالين الخلاقة هذه حققت المزيد من ‏التقدم لوحدة عمال العالم قاطبة ، وكذلك وحدة الطبقات والشعوب المضطهدة في ‏العالم قاطبة. لقد رفعت إلى مستوى منقطع النظير نضال وانتصارات الطبقة العاملة ‏والناس المستغلين في العالم بأسره من اجل التحرر والسعادة. وجميع مؤلفات الرفيق ‏ستالين وثائق ماركسية لا ينضب لها معين. إن مؤلفاته (( أسس اللينينية )) و (( ‏تاريخ الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي )) وكذلك مؤلفه الكبير الأخير (( ‏المشكلات الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي )) ، لهي موسوعات ‏للماركسية – اللينينية ، وهي تشكل تركيب الحركة الشيوعية الأممية منذ مئة عام ... ‏ولقد بحثنا نحن الشيوعيين الصينيين ، شأننا شأن شيوعيي سائر بلدان العالم ، في ‏مؤلفات الرفيق ستالين العظيمة عن انتصارنا الخاص.‏

‏ لقد كان ستالين ، منذ وفاة لينين ، الشخصية المركزية للحركة الشيوعية العالمية. كنا ‏نرص الصفوف حوله ، ونسأله النصح باستمرار، ونستمد باستمرار قوى فكرية من ‏مؤلفاته. وكان الرفيق ستالين ممتلئا حماسة تجاه شعوب الشرق المستغلة. (( لا ننسى‏ ‏الشرق (يشير ماو تسي تونغ ههنا إلى مقالة لستالين صدرت في عام 1918 تحت ‏العنوان نفسه – ملاحظة جورج طرابيشي) )) : هذا ما كانه الشعار العظيم للرفيق ‏ستالين قبل ثورة أكتوبر وبعدها. والعالم اجمع يعرف أن الرفيق ستالين كان يحب ‏بحرارة الشعب الصيني ، ويقدر إن قوة الثورة الصينية اكبر من أن تقدر. ولقد كان ‏يدلل على حكمة سامية جدا بصدد مشكلات الثورة الصينية. ولئن كان الحزب ‏الشيوعي الصيني والشعب الصيني قد حققا ، منذ بضع سنوات ، نصرا تاريخيا ، ‏فإنما ذلك بفضل إتباع مذهب لينين وستالين وتأييد الدولة السوفيتية العظيمة والقوى ‏الثورية في جميع البلدان.‏

ولقد فقدنا الآن مرشدنا العظيم واخلص اصدقائنا : الرفيق ستالين. أنها لكارثة مروعة ‏‏! وهذه الكارثة تسبب لنا حزنا يستحيل وصفه بالكلمات.‏

ومهمتنا أن نحول حزننا إلى قوة ، وتخليدا لذكرى مرشدنا الأكبر ستالين ، سيعمل ‏الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني والشعب الصيني من جهة أولى ، ‏والحزب الشيوعي السوفياتي والشعب السوفياتي من الجهة الثانية ، على تعزيز ‏أواصر الصداقة العظيمة التي تجمع بينهم تحت اسم ستالين إلى غير ما حدود في ‏المستقبل ...‏

إن الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي حزب أسسه شخصيا لينين وستالين ، الحزب ‏الأكثر تقدما والأكثر تمرسا والأفضل تكونا في العالم من وجهة النظر الأيديولوجية. ‏ولقد كان هذا الحزب قدوتنا في الماضي وفي الحاضر، وسيكون أيضا قدوتنا في ‏المستقبل. وإننا لعلى قناعة تامة بان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ، ‏وعلى رأسها الرفيق مالنكوف ، والحكومة السوفيتية قادرتان بكل تأكيد على تحمل ‏مسؤولية تراث رغبات ستالين الأخيرة وعلى تحقيق المزيد من التقدم لقضية ‏الشيوعية الكبرى ، وعلى جعلها اكبر وأعظم أيضا ...‏

إن الصداقة الكبيرة بين شعبي الصين والاتحاد السوفياتي غير قابلة لان تتزعزع ، ‏لان صداقتنا مبنية على أساس المبادئ الأممية الكبرى لماركس وانجلز ولينين ‏وستالين ...‏

ولا ريب في أن القوة المتولدة عن هذه الصداقة لا ينضب لها معين ولا يقف في ‏وجهها شيء.‏

‏ إلا فليرتعد جميع المعتدين الامبرياليين وجميع مجرمي الحرب أمام صداقتنا ‏العظيمة !.‏

عاش مذهب ماركس وانجلز ولينين وستالين !‏

‏ أن ذكرى ستالين لن تفنى !‏