ريح الشرق تغلب ريح الغرب


المصدر: مقتطفات من ملاحظات لماو تسي تونغ أثناء زيارته للطلاب الصينيين في موسكو ، في 17 تشرين ‏الثاني 1957.‏
المصدر : ‏ ماركسية ماو تسي تونغ / نصوص غير متداولة‏، ‏ إعداد جورج طرابيشي‏، دار الطليعة بيروت صفحة ‏209 ‏‏ ‏
نسخ
: الرفيق باشق، يوليو 2008


‏ ‏ إن ثورة أكتوبر الاشتراكية تشكل منعطفا في تاريخ العالم. وظهور قمرين صناعيين في ‏السماء وقدوم 64 حزبا شيوعيا وعماليا إلى موسكو للاحتفال بعيد ثورة أكتوبر يشكلان ‏منعطفا جديدا. إن قوى الاشتراكية تتفوق على قوى الامبريالية. وللقوى الامبريالية رأس ‏، هو أمريكا. وينبغي أن يكون لمعسكرنا الاشتراكي أيضا رأس ، وهذا الرأس هو ‏الاتحاد السوفياتي. ولو لم يكن لنا رأس ، لهدرت قوانا بالتفتت ... ولئن كان ممثلو 64 ‏حزبا شيوعيا وعماليا قد قدِموا هذه المرة إلى موسكو للمشاركة في إحياء الذكرى ‏الأربعين لميلاد ثورة أكتوبر الكبرى ، فان هذا لحدث عظيم الأهمية يظهر للعيان وحدة ‏الدول الاشتراكية ، وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي ، ووحدة الأحزاب الشيوعية والعمالية ‏في العالم قاطبة مع الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي بوصفه المركز ... لقد تبدل اتجاه ‏الريح في العالم . وفي الصراع بين المعسكر الاشتراكي و المعسكر الرأسمالي ، ليست ‏ريح الغرب هي التي تغلب ريح الشرق ، وإنما ريح الشرق هي التي تغلب ريح الغرب. ‏إن مجمل سكان العالم اليوم 7،2 مليار. وسكان مجمل البلدان الاشتراكية يقاربون ‏المليار، وسكان المستعمرات القديمة التي أضحت مستقلة يزيدون على 700 مليون، ‏والدول التي في سبيلها إلى انتزاع استقلالها أو التي حققت من الآن استقلالا كاملا ، ‏والدول الرأسمالية التي لها ميول إلى الحياد تضم بالإجمال 600 مليون نسمة من السكان ‏، بينما لا يتجاوز سكان المعسكر الامبريالي 400 مليون نسمة. وعلاوة على ذلك فإنهم ‏منقسمون فيما بينهم. ومن الممكن أن تقع هناك زلازل أرضية. إن ريح الغرب لا تغلب ‏الآن ريح الشرق ، بل هي ريح الشرق التي تغلب على العكس ريح الغرب.‏