أليكساندرا كولنتاي

مهامنا


نشر لأول مرة: في مجلة Rabotnitsa، بيتروغراد 1917، العدد 1-2، الصفحة 3-4
ترجمة ونسخ: عبد الكريم شوطا (أكتوبر 2005)


إن الشغالين والشغالات في بلادنا يواجهون الآن مهمة جدية تفرض مسؤولية كبرى. إن علينا أن نشيد روسيا الجديدة التي سيحظى الشغالون والمستخدمون وخدام البيوت والعمال والخياطات ونساء العمال في كنفها بحياة أفضل من الحياة التي كابدوها خلال الفترة اللعينة لحكم نيكولاي الدموي.

ومع ذلك فإن مهمة تدعيم انتصار وسلطة الدولة لصالح البروليتاريا والفلاحين الصغار وسن وتنفيذ تشريع من شأنه أن يضع حدودا لأطماع المستغلين الرأسماليين ويدافع عن مصالح العمال ليست المهمة الوحيدة التي على الشغالين والشغالات في روسيا أن يجابهوها؛ فالبروليتاريا في روسيا تحتل الآن موقعا خاصا بالمقارنة الشغالين والشغالات في البلدان الأخرى.

لقد وضعتنا الثورة الروسية الكبرى، نحن الشغالين والشغالات الروس، في الصفوف الأولى الموجهة لأولئك الذين يدافعون عن قضايا ومصالح العمال في العالم.

إننا نستطيع أن نتكلم ونكتب ونتحرك بحرية أكبر من حرية شغالي وشغالات البلدان الأخرى، فكيف لا يمكننا عندئذ أن لا نوظف هذه الحرية التي انتزعناها بدماء رفاقنا، في تركيز قوانا دون إبطاء، وكذا قوى نساء البروليتاريا من أجل خوض صراع لا هوادة فيه بغرض وضع حد نهائي للحرب العالمية في أقرب وقت ؟

إن رفيقاتنا النساء وشغالي البلدان الأخرى ينتظروننا لتعقب هذه الخطوة. إن الحرب هي الآن من أكثر الشرور الملتصقة بنا رعبا، وكلما طال أمد الحرب واستمرت فإننا لن نستطيع لا بناء روسيا الجديدة و لا حل مشكل الخبز والغذاء، كما لا يمكننا إيقاف مسلسل تعاظم الغلاء في الأسعار، في حين أنه ومع كل ساعة تمضي تستمر الحرب في تعويق أطفالنا وأزواجنا. إننا، نحن نساء البروليتاريا، لا يمكننا أن نحيا في سلام بفعل الحرب...

وإذا كانت مهمتنا الأولى هي مساعدة رفاقنا على بناء روسيا ديمقراطية جديدة، فإن مهمتنا الثانية، وهي على نفس الدرجة من الاستعجال والمعزة على قلوبنا، هي استنهاض همم الشغالات من أجل إعلان الحرب على الحرب.

وهذا يعني أولا ضرورة إفهام الشغالين والشغالات أن هذه الحرب ليست حربنا، وأنها خيضت باسم المصالح المالية لكبار الباطرونات والبنكيين وأصحاب المعامل، كما يعني أيضا ضرورة تجميع وتوحيد قوى الشغالين والشغالات حول هذا الحزب الذي لا يدافع فقط عن مصالح البروليتاريا في روسيا، وإنما يناضل أيضا من أجل الحيلولة دون إسالة دمائها لتحقيق ظفر وانتصار الرأسماليين.

رفيقاتي العاملات.. إنه لم يعد بإمكاننا أن نستسلم للحرب ولارتفاع الأسعار. علينا أن نقاوم ونصارع. إلتحقن إذن بصفوفنا، صفوف حزب العمل الاشتراكي-الديمقراطي. ومع ذلك، فهذا لا يكفي للالتحاق بالحزب؛ فإذا ما أردنا حقيقة تسريع خطوات إحلال السلام ، فإن على الشغالين والشغالات أن يناضلوا حتى يمكن نقل سلطة الدولة من أيدي كبار الرأسماليين – هؤلاء الذين هم المسئولون الحقيقيون عن كل آلامنا وعن كل الدماء التي أسفكت في ساحات المعارك – إلى أيدي ممثلينا؛ نواب السوفييتات والجنود والعمال.

إن الكثير يتوقف علينا، نحن العاملات، في مجال الصراع ضد الحرب وارتفاع الأسعار، وفي مجال الصراع من أجل تأمين السلطة بروسيا للمملقين والشغالين، وكذا في مجال الصراع من أجل نظام جديد وقوانين جديدة؛ فحالات النجاح التي عرفتها قضية العمال بالاعتماد فقط على تنظيم الرجال وحدهم هي حالات محدودة العدد. أما الآن، وتبعا لهذه الحرب، فإن هنالك تغيرا جذريا في وضعية نساء البروليتاريا ، فنحن نجد النساء اليوم يشتغلن في كل مكان ، فقد أجبرت الحرب النساء على ممارسة أعمال لم يكن يفكرن في القيام بها أبدا في السابق، وبينما في سنة 1912 لم تكن هناك إلا 45 امرأة مقابل 100 رجل يعملن في المعامل ، فليس من الناذر اليوم أن نجد 100 امرأة مقابل 75 رجلا.

إن انتصار قضية العمال وانتصار معركتهم من أجل حياة كريمة – يوم العمل، الأجر، التأمين عن المرض، التأمين عن البطالة، تعويض الشيخوخة... الخ – وانتصار معركتهم من أجل تشغيل الأطفال وتوفير أحسن المدارس لهم، لا يتوقف الآن فقط على ضمائر وتنظيم الرجال ، وإنما على عدد العاملات اللواتي يلجن صفوف البروليتاريا المنظمة.

إننا كلما ولجنا صفوف المناضلين كلما سرعنا تراجع الرأسماليين.

إن كل قوتنا وكل آمالنا تتواجد في التنظيم.

إن الكلمة التي يجب أن تدون في جدول أعمالنا اليوم هي: أيتها الرفيقات العاملات، لا تكن منعزلات، إننا إذا انعزلنا فلن نكون سوى قشة تبن يمكن لأي باطرون أن يتصرف فيها كيفما شاء، لكننا إذا تنظمنا فسنكون قوة هائلة لا يمكن لأي كان أن يكسرها.

لقد كنا نحن العاملات أول من رفع العلم الأحمر أيام الثورة الروسية، وأول من خرج إلى الشوارع إبان يوم النساء. سارعوا الآن إلى الالتحاق بصفوف المناضلين الأساسيين من أجل قضية العمال، التحقوا بالنقابات وبالحزب الاشتراكي-الديمقراطي وسوفييتات العمال والجنود.

إنه متى ما توحدت صفوفنا سنروم وضع نهاية للحرب الدموية في ما بين المم بسرعة، وسنعترض على كل أولئك الذين تناسوا المبدأ العظيم المنادي بوحدة البروليتاريا والتضامن العمالي الدولي.

إننا لن نحقق مستقبلا جديدا وأكثر إشراقا متمثلا في الأخوة الاشتراكية في ما بين العمال إلا في خضم الصراع الثوري ضد الرأسماليين وكذا من خلال الوحدة مع شغالات وشغالي العالم بأسره.


أرشيف أليكساندرا كولنتاي