شخصيات وأعلام

حرف الكاف

موسوعة
الماركسية
كامو كانط كاوتسكي كروتشه  

كامو، ألبير (1913-1960) Camus, Albert

فيلسوف وكاتب فرنسي، وممثل للوجودية الملحدة، وكان رئيس تحرير لصحيفة "كومبا"، نال جائزة نوبل عام 1957، أهم أعماله أسطورة سيزيف"، (1942) و"الطاعون" (1947) و"الانسان المتمرد" (1951) وقد تشكلت آراؤه تحت تأثير شوبنهور ونيتشه والوجوديين الألمان. العالم الخارجي، أي الكون، في رأي كامو هو حالة من حالات الذات، والمشكلة الفلسفية الوحيدة عنده هي "مشكلة الانتحار" وقد تشبعت آراؤه في مجال الأخلاق بالتشاؤم المتطرف: فالانسان عنده هو دائما في "حالة عابثة » ويواجه "مواقف عبثية" ( الغيرة والطموح والأنانية)، كما أنه مقدر عليه أن يقوم بنشاط لا معنى له ولا هدف. وتتجلى في أعمال كامو النزعة الفردية والنزعة اللاعقلانية المتطرفتان.

للأعلى

 

كانط، ايمانويل (1724-1804) / Kant, Immanuel / Kant, Emmanuel

فيلسوف وعالم ألماني، مؤسس المثالية الكلاسيكية الألمانية. ولد وتعلم وعمل في كونيجسبرغ حيث عمل محاضرا ثم أستاذا (70-1796) في الجامعة. وهو مؤسس المثالية "النقدية" أو "المتعالية". وقد صاغ – في المرحلة المسماة بالمرحلة "قبل النقدية" (أي قبل عام 1770) فرضه الكوني عن "السديم"، والذي يذهب فيه إلى أن نظام الكواكب نشأ وتطور عن "غيمة سديمية". وفي الوقت نفسه الذي قدم كانط فرضه عن وجود "عالم أكبر" من المجرات خارج مجرتنا، طور نظريات تقهقر دوران الأرض بفعل التمزق الجذري ونسبية الحركة والسكون. وقد لعبت هذه الدراسات – التي كانت توحدها الفكرة المادية عن التطور الطبيعي للعالم والأرض – دورا هاما في تشكيل الجدل. وقد صمم كانط – في أعماله الفلسفية في المرحلة قبل النقدية – وتحت تأثير النزعة التجريبية والشكية عند هيوم – الاختلاف بين الأسس الواقعية والأسس المنطقية، وأدخل إلى الفلسفة مفهوم الأجسام السالبة، وسخر من ولع معاصريه بالتصوف والنزعة الروحية". ففي كل هذه الأعمال يتقيد دور المناهج الاستنباطية الشكلية في التفكير لصالح التجربة. في عام 1770 انتقل كانط إلى نظرة الفترة "النقدية". وظهر كتابه "نقد العقل الخالص" عام 1781، وأتبعه بكتابه "نقد العقل العملي" في عام 1788، ثم "نقد ملكة الحكم" عام 1790. وفي هذه الكتب يعرض كانط – بطريقة متماسكة – النظرية "النقدية" في المعرفة والأخلاق وعلم الجمال، ونظرية ملاءمة الطبيعة. وقد برهن كانط في أعماله خلال الفترة النقدية على استحالة بناء مذهب من الفلسفة التأملية ("ميتافيزيقا" باللغة الاصطلاحية لذلك الوقت)، دون دراسة تمهيدية لأشكال المعرفة وحدود قدرات الانسان المعرفية. وقد أفضت دراستها بكانط إلى النزعة اللاأدرية، وإلى التأكيد بأن طبيعة الأشياء كما توجد هي نفسها (أي "الأشياء في ذاتها") غير متاحة – من حيث المبدأ – للمعرفة الانسانية. فالمعرفة ممكنة فقط بـ "الظواهر". أي الطريقة التي تتكشف بها الأشياء في خبرتنا. والمعرفة النظرية الحقة متاحة في الرياضيات والعلم الطبيعي فحسب. وتحدد هذا – عند كانط – حقيقة أنه توجد في عقل الانسان أشكال قبلية (أولية) للتأمل الحسي. مثل الأشكال الأولية عن الرابطة، أو التركيب، بين تعدد الأشكال الحسية ومفاهيم العقل. وهذه – على سبيل المثال – هي أساس قانون ثبات الجواهر، وقانون السببية، وقانون تفاعل الجواهر. وعند كانط أنه كامن في العقل شوق لا يمكن قمعه نحو المعرفة المطلقة ناشئ عن متطلبات أخلاقية عليا. وتحت ضغط هذا الشوق يسعى عقل الانسان إلى حل مشكلة نهائية أو لانهائية العالم في الزمان والمكان. وإمكان وجود عناصر لا تنقسم في العالم. وطبيعة العمليات التي تتم في العالم. ومشكلة الله باعتباره موجودا جوهريا بصورة مطلقة. وقد اعتقد كانط أن الحلول المتعارضة قابلة للبرهنة عليها بدرجة متساوية: فالعالم متناه ولا متناه؛ والجزيئات التي لا تنقسم (الذرات) موجودة، ولا وجود لمثل هذه الجزيئات؛ وكل العمليات مشروطة سببيا، وهناك عمليات (أفعال) تحدث حرة؛ ويوجد ولا يوجد موجود جوهري بصورة مطلقة. وهكذا، فإن العقل بطبيعته تناقضي، أي تقسمه التناقضات. ولكن هذه التناقضات ظاهرة فحسب. ويتأسس حل هذا اللغز بالحد من المعرفة لصالح الإيمان، بالتفرقة بين "الأشياء في ذاتها" و"الظواهر"، والاعتراف بأن "الأشياء في ذاتها" غير ممكنة المعرفة. وهكذا فإن الانسان – في آن واحد – ليس حرا (كموجود في عالم من الظواهر) وحر (كذات في العالم المجاوز للحس وغير الممكن معرفته)؛ ووجود الله لا يمكن البرهنة عليه (للمعرفة) وفي الوقت نفسه هناك مصادرة الإيمان الضرورية، التي يرتكز عليها اعتقادنا بوجود الأمر الأخلاقي، الخ. هذه النظرية في الطبيعة التناقضة للعقل – التي استخدمها كانط كأساس لثنائية "الأشياء في ذاتها" و"الظواهر" وكأساس للاأدرية – أعطت دفعة لتطور الجدل الوضعي في المثالية الكلاسيكية الألمانية. ومن ناحية أخرى، بقيت هذه النظرية – في فهمها للمعرفة والسلوك والجهد الابداعي – أسيرة الثنائية واللاأدرية والصورية. فقد أعلن كانط – مثلا كقانون أساسي – الأمر المطلق الذي يتطلب أن يهتدي الانسان بقاعدة يمكن - بحكم كونها مستقلة استقالالا مطلقا عن المحتوى الأخلاقي للفعل – أن تصبح قاعدة كلية للسلوك. وفي علم الجمال رد كانط الجمال إلى متعة "نزيهة" لا تتوقف على ما إذا كان الشيء الموصوف في عمل فني وجودا أم لا، ويحدده الشكل وحده. ولكن كانط عجز عن تطبيق صوريته بطريقة متماسكة. ففي علم الأخلاق – وعلى النقيض من الطبيعة الصورية للأمر المطلق – قدم مبدأ القيمة الذاتة لكل فرد، التي لا ينبغي أن يضحى بها لخير المجتمح ككل؛ وفي علم الجمال – وعلى النقيض من الصورية في فهم الجميل – أعلن أن الشعر هو الشكل الأعلى للفن، لأنه قادر على أن يصور المثل الأعلى، الخ. وقد كانت نظرية كانط في دور التطاحنات في السيرورة التاريخية للحياة الاجتماعية والحاجة إلى سلام دائم نظرية تقدمية. وقد اعتبر كانط التجارة والاتصالات الدولية، بمنافعها المتبادلة للدول المختلفة، وسائل لاقامة السلام والحفاظ عليه. ورغم ما يعج به المذهب الكانطي من تناقضات فإنه أثر تأثيرا كبيرا في التطور اللاحق لفكر الفلسفي والعلمي. وقد كشف مؤسسو الماركسية اللينينية – في نقدهم لكانط – أن الأسباب الاجتماعية لأضاليله وتناقضاته وتهافته تمتد جذورها في تخلف وضعف البورجوازية الألمانية في ذلك الوقت. وقد استغل الفلاسفة المثاليون في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين – ممن استبعدوا الجانب المادي في فلسفة كانط وفي نظريته عن "الشيء في ذاته" – جوانب التهافت فيه واستعاروا نظرياته الخاطئة لتبرير نظرياتهم الرجعية (أنظر الكانطية الجديدة؛ الاشتراكية الأخلاقية؛ مدرسة ماربورغ؛ مدرسة بادن).

للأعلى

 

كاوتسكي، كارل (1854-1938) Kautsky, Karl

مؤرخ وعالم اقتصاد ألماني، منظر للأممية الثانية، من المومئين بالاشراكية الديمقراطية وهو من الانتهازيين. ولد في براغ وعاش بعد عام 1880 في ألمانيا، وفي عاد 1881 التقى بماركس وانجلز. كان من المساهمين النشطين في صحافة الاتجاه الديمقراطي الاشتراكي بعد سنوات السبعينات. وقد أصبح في سنوات التسعينات من القرن الماضي المنظر البارز للاشتراكية الديمقراطية الألمانية. وكتب كاوتسكي عديدا من المؤلفات منها "مذهب كارل ماركس الاقتصادي" (1887) – "التمهيد للاشتراكية الحديثة" (1895) – "المسألة الزراعية" (1899) – "منشأ المسيحية" (1885) وغيرها، وقد لعبت دورا كبيرا في انتشار الأفكار الماركسية. غير أن كاوتسكي ارتكب في هذه الأعمال أخطاء فجة، كما قام بتشويه الماركسية مما جعل انجلز يوجه إليه انتقاداته. وقد اعتبر لينين كتاب كاوتسكي "طريق السلطة" الذي ئشر عام 1909 أفضل كتبه، ويبحث هذا الكتيب مشكلات الثورة السياسية، غير أنه لم يقل كلمة واحدة عن الاستخدام "الثوري" لأي و(كل "موقف ثوري" (لينين)). وقد تجنب كاوتسكي، وهو يتحدث عن الثورة البروليتارية، مسألة القضاء على جهاز الدولة البورجوازي واحلال أجهزة السلطة البروليتارية محله. وكون كاوتسكي عام 1910 "جماعة مركزية" في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني. ثم أظهر عداوته بعد ذلك صراحة للماركسية الثورية. ولقد اعتبر لينين كتابه "دكتاتورية البروليتاريا" الذي نشر عام 1918 مثالا للتشويه البشع للماركسية وخيانة حمقاء لها بالسلوك الفعلي على حين يقدرها بالكلام بطريقة خسيسة. ولم يستطع كاوتسي أن يفهم مهام ديكتاتورية البروليتاريا، وكان في آرائه الفلسفية صاحب نزعة تلفيقية تربط بين العناصر المادية والمثالية. وقد شوه في كتابه "المفهوم المادي للتاريخ" الذي نشر في جزئين ما بين 1927و 1929 تشويها تاما نظرية المادية الجدلية والتاريحية. وقد سقط كاوتسكي في الانتهازية والارتداد عن الماركسية نتيجة انطلاقه من انحرافات عن بعض القضايا الهامة الماركسية وتجاهله لتطبيقها الخلاق.

للأعلى

 

كروتشه، بندتو (1866-1952) Croce, Benedetto

فيلسوف إيطالي من أتباع المدرسة الهيغلية الجديدة (أنظر الهيغلية الجديدة) وأستاذ بنابولي (1902-1920) وقد ظهر كروتشه قرب نهاية القرن التاسع عشر بنقد للنظريات الفلسفية والاقتصادية للماركسية. وفلسفة كروتشه هي فلسفة المثالية المطلقة. ومذهبه الفلسفي يضع أربع درجات في "هبوط عالم الروح" وهي الدرجة الجمالية (تجسد الروح الفرد)، والدرجة المنطقية (مجال العام). والدرجة الاقتصادية (مجال المصلحة الخاصة) والدرجة الأخلاقية (مجال المصلحة العامة). وكان لنظرية كروتشه الجمالية تأثير بالغ على النقد الفني البورجوازي. فقد عارض الفن باعتباره معرفة حدسية بالفردي المتجسد في الصور الحسية بالاستدلال العقلي، باعتباره عملية عقلية لمعرفة العام. ويسعى مذهب كروتشه الأخلاقي إلى إخفاء الأساس الاجتماعي والطبيعة الطبقية للأخلاقيات. وتروج فلسفته الأخلاقية لمبدأ إخضاع الفرد للـ"كلي" أي إخضاع الفرد للنظام الاستغلالي السائد. وكان كروتشه ايديولوجيا بارزا وزعيما سياسيا للبورجوازية الليبرالية الايطالية وكان خصما للفاشية. أهم مولفاته "فلسفة الروح" (1902-1917).

للأعلى