مفاهيم
ومصطلحات

حرف الباء

موسوعة
الماركسية
"البحث عن الله" البدائية البداهة البديهة بديهية القياس
البرهان البرهان برهان الخلف ب. غير المباشر البروتستنتية
البوذية البيولوجيا      

"البحث عن الله" / God-Seeking / Recherche de Dieu

اتجاه فلسفي ديني في روسيا شرع في « تزويد الشعب بعقيدة دينية أو تقوية الاعتقاد الديني لديه في أشكال جديدة » (لينين). وقد نشأ هذا الاتجاه في بداية القرن العشرين في شكل اجتماعات دينية (سان بطرسبورغ)، (1901-1903) وفي مجلتي "الطريق الجديد" و"مشكلات الحياة"، الخ. وقد أصبحت أفكارا "اتجاه البحث عن الله" شائعة بصفة خاصة بين المثقفين البورجوازيين، بعد هزيمة الثورة الروسية في 1905-1907. وكانت تناقش على نطاق واسع في الأدب وفي الجمعية الدينية الفلسفية. وكان أنصار اتجاه البحث عن الله – مثال الفلاسفة والكتاب برديائيف. ود. ميريجكوفسكي « ليس السلام وإنما السيف » (1908)، الخ، ون. فينسكي « حول حرية الضمير الديني » (1902) و« الدين المستقبل » (1905) وس. بولجاكوف – كانوا يدعون إلى « موقف جديد » من الانجيل المسيحي وكانوا يبشرون « باصلاح ديني ». وقد اعتقدوا أن هدف الحياة هو البحث عن الله، وأن الغرض من التاريخ تحقيق الله في الإنسانية، وخلق إنسانية الهية، أي تنظيم اجتماعي يقوم على أساس المبادىء الدينية، وليس باستطاعة الإنسان تحقيق هذا الهدف – أي مملكة الله – إلا عن طريق الحب والذلة والصبر. وقد إلتزم هذا الاتجاه اللاعقلانية والمعرفة الصوفية، معتبرا أن الوحي هو أكثر وسائل اكتشاف الحقيقة ثقة. وكانت نظرية البحث عن الله تستهدف أساسا معارضة التعاليم الماركسية بشأن المجتمع، وكانت تقوم على أساس النظريات اللاهوتية الفلسفية عند سولوفيوف. وقد خبا نفوذ "اتجاه البحث عن الله" بين المثقفين مع انبعاث الحركة الثورية في الأعوام 1910 - 1912، واختفى تماما بعد ثورة أكتوبر عام 1917.

للأعلى

 

البدائية / Primitivism / Art Naïf

اتجاه شكلي في الفن المعاصر نشأ في بداية القرن العشرين، كان ممثله الدقيق الفنان الفرنسي العصامي هنري روسو (1844-1910). ومن السمات الكامنة في النزعة البدائية الرفض القاطع للقواعد الفنية والمنجزات التقنية التي طرأت تارخيا، والتي تستبدل عمدا بمحاكاة الأنماط الفنية للمجتمع البدائي والإعجاب بالأشكال الساذجة والمبسطة من خلق الأطفال. وتفضل النزعة البدائية الأسلوب شبه الشعبي وشبه الصبياني والمبالغة والتضخيم في التفاصيل الجزئية على ترديد الواقع في تطوره.

للأعلى

 

البداهة L'évidence

البديهي هو ما لا يتوقف حصوله في الذهن على نظر وكسب، سواء احتاج إلى شيء آخر من حدس أو تجربة أو غير ذلك أو لم يحتج (تعريفات الجرجاني)؛ وهو بهذا المعنى مرادف للضروري. وقد يراد بالبديهي ما لا يحتاج العقل في التصديق به إلى شيء أصلا، فيكون أخصّ من الضروري لعدم شموله للتصوّر.

وتكون قضيّة ما بديهية إذا كان الإنسان الذي يستحضر معناها في ذهنه ويتساءل هل هي صادقة أم كاذبة لا يستطيع أن يشك البتة في صدقها. فالبديهي إذن هو الذي يفرض نفسه فرضا على العقل ولا يترك له أدنى مجال للشك.

وكان ديكارت قد بيّن أن البداهة معيار الحقيقة وأنّ المعاني لا تكون بديهية إلا إذا كانت واضحة متميّزة . ومع أنّ البداهة التي يتحدّث عنها ديكارت هي البداهة العقلية، لا البداهة الحسية، فإنّ شرط البداهة وحده لا يمكن أن يكون معيارا صادقا للحقيقة. وفعلا لا يكفي القول إنّ قضيّة ما بديهية إذا كان الشخص الذي يفكّر فيها لا يستطيع الشك في صدقها، إذ لعلّ امتناع الشك في صدقها إنّما تفسّره حالة هذا الشخص العقلية، كالجنون أو الهيام والإنفعال أو الحكم المسبق، الخ...

وإنّا نميز في العادة بين ما يبدو بديهيا لشخص ما وبين ما هو بديهي حقا وفي ذاته بالنسبة إلى كل العقول. وقد أشار كانط (Kant) ورينوفيي (Renouvier) إلى أنه توجد بداهة شخصية خدّاعة ومضللة. ألا نرى أن المعاني التي نجزم ببداهتها هي المعاني الموافقة لميولنا وآرائنا ومعتقداتنا ؟ ونحن نفهمها بسهولة ونمنحها قيمة موضوعية كاملة دون أن تكون مطابقة للحقيقة. إذن ليس كلّ ما توجبه بديهة الإنسان صادقا بل كثير منها كاذب، والصادق هو بديهة العقل المؤيّدة بالحسّ والتجربة والمُجمع عليها من قبل كل العقول.

وإذا كانت البداهة تعني أخيرا الإدراك المباشر للموضوع البديهي الذي يفرض نفسه فرضا على العقل بحيث لا يدع أيّ مجال للشك، فإنه ينبغي التمييز بين البداهة واليقين، إذ البداهة هي بداهة الموضوع المدرك، في حين أن اليقين هو الأثر الذي تخلفه هذه البداهة في النفس والشعور الباطني الذي تولده فيها.

 

● الغزالي:
1- « العلم اليقيني هو الذي ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب، ولا يقارنه إمكان الغلط والوهم، ولا يتسع القلب لتقدير ذلك، بل الأمان من الخطإ ينبغي أن يكون مقارنا لليقين (...) وكلّ ما لا أعلمه على هذا الوجه، ولا أتيقنه هذا النوع من اليقين فهو علم لا ثقة به ولا أمان معه، وكلّ علم لا أمان معه فليس بعلم يقيني ».

● ديكارت (Descartes):
2- « أعني بالمعرفة الواضحة تلك التي تكون حاضرة وجليّة أمام الفكر المنتبه...؛ وأعني بالمتميّزة تلك التي تكون دقيقة للغاية ومتميزة تماما عن المعارف الأخرى...".

● بسكال (Pascal):
3- « إننا نقتنع بالبراهين التي أقمناها بأنفسنا أكثر ممّا نقتنع بالبراهين التي أقامها غيرنا ».

● لابورت (J. Laporte):
4- « لقد أحسن فكتور بروشار التمييز بين البداهة واليقين وإثبات العلاقة الموجودة بينهما: فالبداهة صفة باطنية مميّزة للفكرة، وأمّا اليقين فهوالحالة النفسية التي تكون عليها الذات العارفة، وينشأ اليقين في الذات نظرا إلى بداهة الفكرة ».

● بروشار (V. Brochard):
5- « البداهة واليقين لفظان مترادفان تماما: إنهما يشيران إلى الشيء نفسه، أحدهما يشير إليه من زاوية موضوعية والآخر من زاوية ذاتية (...) فاليقين هو الحالة التي تكون عليها الذات، والبداهة صفة للموضوع؛ بيد أن اليقين، الذي هو حالة الذات، لا يمكنه أن يتحدّد إلا بصفته مالكا للموضوع ».

● دربون (A. Darbon):
6- « البداهة التي تثير أقل مقدار من الصعوبات والتي لا جدال فيها هي البداهة المنطقية، أي بداهة النتيجة التي تتلو المقدمات ضمن الاستدلال الصّارم ».

● برسو (E. Bersot):
7- « قد تقع الفلسفة في خطأين خطيرين: أن تنفي البداهة أو أن تبرهن عليها. (...) فالبرهان على البداهة يفترض وضعها أوّلا موضع الشك، وهذا أمر خطير للغاية ».

● بوفرن (Buffon):
8- « إننا ننتقل في العلوم المجرّدة من حدود إلى حدود أخرى، وفي العلوم الطبيعية من مشاهدات إلى مشاهدات. ففي الأولى نفوز بالبداهة، وفي الثانية نفوز باليقين ».

● رفردي (P. Reverdy):
9- « البداهة تشلّ البرهان ».

للأعلى

 

البديهة / Axiom / Axiome

قضية في أي نظرية علمية مبنية على نحو تؤخذ معه هذه القضية كنقطة بداية، لا يتعين إثباتها بالنسبة لهذه النظرية. وتستنبط منها (أو من مجموعها) بقية قضايا النظرية طبقا لقواعد مقررة. كان ينظر إلى البديهيات – من العصور القديمة إلى منتصف القرن التاسع عشر – على أنها واضحة حدسيا أو صادقة صدقا قبليا. وقد أغفل هذا المفهوم الطبيعة التواضعية للبديهيات المستمدة من قرون عديدة من النشاط العلمي الإنساني العملي. وقد كتب لينين أن نشاط الإنسان العملي يتطلب تكرار الأشكال المنطقية عشرات الآلاف من المرات في الذهن البشري، حتى تصبح هذه الأشكال المنطقية بديهيات، ولا يتطلب الفهم الراهن للمنهج البديهي أن تكون البديهية واضحة وضوحا قبليا إنما يتعين أن يتوفر في البديهيات شرط واحد – أن تكون كل القضايا الأخرى في النظرية المعينة مستنبطة منها ومنها وحدها. وصحة البديهيات المختارة تتحدد عندما يتم العثور على تأويلات النسق المعني (أنظر التأويل والنموذج) فإذا وجدت مثل هذه التأويلات أو أمكن افتراض وجودها مبدئيا على أقل تعديل، تعيّن قبول البديهيات على أنها صحيحة (أنظر المصادرة).

للأعلى

 

بديهية القياس / Axiom of the Syllogism / Axiome du Syllogisme

المبدأ الأساسي للقياس الذي صاغه أرسطو على النحو التالي: "كل ما هو مضاف (محمول) إلى المحمول يكون أيضا مضافا إلى الموضوع". وكان أرسطو يستخدم غالبا اصطلاح "ينتمي إلى" بدلا من اصطلاح "مضاف إلى". وكان يعتبر أن التعبير "أ مضاف إلى ب" مطابق للقول بأن "ب متضمن في أ". وهكذا يمكن تفسير بديهية القياس بأنها مفهوم وبأنها ما صدق. وتظهر أهمية بديهية القياس – في المنطق التقليدي – في رد كل الأقيسة إلى الشكل الأول من أشكال القياس، أما المنطق الصوري الحديث، فإنه يتناول مشكلة بديهية القياس في سياق عملية أوسع من صياغة القياس على أساس البديهيات.

للأعلى

 

البرهان / Demonstration / Démonstartion

أنظر البرهان (proof).

للأعلى

 

البرهان / Proof / Preuve

عملية استدلال تهدف إلى تأكيد صدق (أو كذب) فكرة. وتسمى الفكرة التي يُراد البرهنة عليها قضية (أطروحة). والاستدلالات التي يبنى عليها البرهان، والتي تترتب عليها القضية منطقيا – تسمى الحجج. ويفترض في الحجج أنها صادقة ولا تتضمن مقدمات تفترض القضية المراد البرهنة عليها، وإلا كانت النتيجة الخطأ المعروف بالدليل الدائر (أي المصادرة على المطلوب). والبرهان الذي يقيم صدق القضية يُسمى برهنا فحسب، أما البرهان الذي يقيم كذب القضية فيسمى تفنيدا. وقد يكون البرهان مباشرا، أي قد يتألف من سلسلة استنباطات مقدماتها حجج أو قضايا مستدل عليها من حجج، أو قد يكون البرهان مما يُتوصل إليه بواسطة افتراضات إضافية. وهذا النوع الأخير من البرهان يُبنى بالطريقة التالية: تتم البرهنة على قضايا معينة بمساعدة افتراضات يتحول بعدها البرهان على هذه القضايا وفقا لقواعد خاصة معينة إلى برهان على القضية الأصلية (أي بدون افتراضات). والبراهين التي يتم التوصل إليها بمساعدة افتراضات تتضمن: (1) تلك التي تستبعد افتراضاتها بواسطة النظرية الرياضية الاستنباطية؛ (2) البرهان بالحالات، على النحو التالي: إذا كنا نعرف وجود الحالات ج1 و ج2. أو ج ك فإننا نبرهن أولا على القضية ب مفترضين ج1 ثم ج2 وهكذا حتى ج ك. هكذا يكون قد تم البرهنة على القضية ب دون افتراضات؛ (3) برهان الخلف. والبراهين عرضة لأخطار معينة بسبب قبول حجج لا أساس لها أو خاطئة، أو بسبب استخدام مناهج خاطئة. والبرهان الذي يحتوي على خطأ يكون برهانا فاسدا. ولكن كشف الخطأ في البرهان لا يشكل برهانا فاسدا. ولكن كشف الخطأ في البرهان لا يشكل برهانا على كذب القضية، فمن الممكن أن تكون هناك براهين تقيم صدق قضية لا كيقين وإنما كاحتمال (انظر منطق الاحتمالات).

للأعلى

 

برهان الخلف / Apagogic Proof / Réduction à l'Absurde

(أو التدليل بالأضداد) شكل من أشكال البرهان غير المباشر يعرف أيضا باسم البرهان المؤدي إلى المحال. والمثل التالي نوذج على برهان الخلف. لنفرض أن ب هي القضية المطلوب البرهنة عليها، و أ1، أ2، الخ. هي الوقائع الصحيحة التي يبرهن بها على القضية، وإذا اتفقنا على أن نعتبر لاب – أي النقيض المنكقي لـ ب – صادقة ومتضمنة في وقائع البرهان، فمن سلسلة الوقائع التي نحصل عليها تبعا لذلك – أ1، أ2، الخ، و لاب – نتوصل إلى نتائج حتى نصل إلى وضع يتناقض منطقيا مع وقائع البرهان. هذا التناقض في الوقائع الأصلية – شرط أن تكون النتيجة صحيحة – غير ممكن إلا إذا كانت وقائع البرهان كاذبة. فطالما إن أ1، أ2 الخ، صادقة بلا أدنى شك، فإن افتراض صحة لاب افتراض خاطئ، فإذن ب صحيحة.

للأعلى

 

البرهان غير المباشر / Indirect Proof / Preuve Indirecte

أحد أشكال البرهان المنطقي، ويتميز بمنهجه في الاستدلال العقلي لقضية ما. وعلى خلاف البرهان المباشر، فإن صدق القضية المراد البرهنة عليها بطريقة غير مباشرة يستدل عليه بإظهار خطأ مقدمات معينة. فهذه المقدمات ترتبط بعلاقة معينة مع القضية المراد البرهنة عليها بحيث أن خطأها يتضمن بالضرورة صدق القضية. وهناك أنواع مختلفة من البرهان غير المباشر ويسير البرهان غير المباشر التقسيمي على النمط التالي: يفحص عدد من الافتراضات، التي إذا أخذت مجتمعة تستوعب عدد التأكيدات الممكنة في حالة معينة؛ وتتم البرهنة على خطأ الافتراضات، عدا واحد، يتأكد بهذا صدقه. ومن أشكال البرهان غير المباشر أيضا برهان الخلف.

للأعلى

 

البروتستنتية / Protestantism / Protestantisme

الضرب الثالث من المسيحية بعد الأرثوذكسية والكاثوليكية. نشأ في فترة حركة الاصلاح. والبروتستنتية هي اسم عدد من الديانات أو الكنائس المستقلة التي تختلف في مبادئها الاعتقادية القطعية والكنسية. وللديانة البروتستنتية سماتها النوعية الخاصة. فالبروتستنت لا يعترفون بالمظهر الكاثوليكي، ويرفضون القديسين والملائكة والعذراء عند الاورثوذكسيين والكاثوليكيين ولا يتعبدون سوى للثالوث الالهي. والفرق الأساسي بين البروتستنتية من ناحية والكاثوليكية والارثوذكسية من ناحية أخرى أن البروتستنتية تقول بوجود رابط مباشر بين الله والإنسان. وفي رأي البروتستنتي أن النعمة الالهية تصل إلى الإنسان من عند الله دون وساطة الكنيسة. و"الخلاص" لا يتحقق بغير إيمان الإنسان الخاص وبارادة الله. وقد قضى هذا المذهب على أولوية السلطة الروحية على السلطة الزمنية، وجعل الكنيسة الكاثوليكية وبابا روما شيئين لا لزوم لهما، وحرر الإنسان من الأغلال الاقطاعية وأثار في روحه الشعور بالمسؤولية الشخصية وفتح الطريق أمام الحريات الديمقراطية البورجوازية وأمام النزعة الفردية البورجوازية. ونتيجة للعلاقات المختلفة بين الله والانسان في البروتستنتية فلم يعد لرجال الدين والكنيسة فحسب مكانة ثانوية بل أصبحت للطقوس الدينية أيضا مكانة ثانوية. فليس هناك تعبد للايقونات والمخلفات الأثرية، وانخفض عدد الأسرار المقدسة إلى إثنين فقط (المعمودية – والقربان المقدس). وتتكون الصلاة الدينية – كقاعدة عامة – من المواعظ والصلاة الطائفية وإنشاد التسابيح. والبروتستنتية – من الناحية الرسمية – تقوم على أساس الانجيل وحده، ولكل ديانة بروتستنتية – في العبادة – رمزها الخاص للإيمان، وسلطتها وكتبها "المقدسة" الخ، ولها أيضا نوعها الخاص من "التراث المقدس". والبروتستنتية المعاصرة منتشرة أساسا في البلاد الاسكندنافية وألمانيا وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد اكتسبت الحركة المسكونية في القرن العشرين مكانة كبيرة في البروتستنتية، وأسفر ذلك عن اتساع مجلس الكنائس العالمي.

للأعلى

 

البوذية / Buddhism / Boudhisme

ديانة عالمية تبشر بالخلاص من الألم عن طريق ترك الرغبة وتحقيق التنوير الأعلى الذي يعرف باسم النيرفانا. وقد نشأت البوذية في الهند في القرن السادس قبل الميلاد. وهي واسعة الانتشار في الأزمنة الحديثة في اليابان والصين ونيبال وبورما وغيرها من البلاد، حيث يوجد لها نحو 500 مليون معتنق. ففي الفترة التي كان فيها النظام المشاعي البدائي ينهار وتظهر الدول الطبقية، عبّر سيدهارتا مؤسس البوذية، الذي يطلق عليه اسم بوذا (أي الرجل المستنير) عن احتجاج عامة الشعب على الديانة البراهمانية بسبب فوارقها القبلية المقدسة وطقوسها المعقدة في عبادة الآلهة والتضحية لها. وسعى إلى التحرر من الألم، لا عن طريق التغيير الاجتماعي، ولا عن طريق مقاتلة قوى الطبيعة، وإنما عن طريق الكمال الأخلاقي الذي يكون بلوغه بالانسحاب من الحياة (الانعتاق الجميل) وانغماس المرء في النيرفانا. وقد أنكر بوذا وجود الله الخالق، وأنكر أيضا ديانة الفيدا ولكنه قبل تعاليمها عن دورة الميلاد والممات (السانسارا) وعن الجزء (الكرما) التي تشير فقط إلى أن تناسخ الأرواح لا يتوقف على القبيلة التي ينتمي إليها إنسان ما، ولا على التضحيات التي قدمها، وإنما يتوقف على حسناته وسيئاته. وكانت فكرة بوذا عن الخلاص في البداية (من القرن الثالث إلى القرن الأول ق.م.) تقوم على المذهب الفلسفي القائل بأن العالم والشخصية الإنسانية شكلا تيارا من عناصر المادة والوعي - يسمى الدهارما - يحل الواحد منها محل الآخر باستمرار. ويكمن الطريق إلى الخلاص وفقا لهذا المذهب في قمع أي "إثارة" للدهارما. وفي القرون الأولى من الميلاد اتخذت الديانة البوذية طابعا مختلفا تماما. فاستبدل التبجيل البسيط لذكرى المعلم بتأليه بوذا، وصار خلاص الإنسان يتوقف على فضل الآلهة الذي يمكن السعي إليه عن طريق ترديد السوترا أو الأسفار المقدسة. وأصبحت هذه الديانة الجديدة تعرف باسم الماهايانا، تمييزا لها عن الاتجاه التقليدي، اتجاه الهنيايانا الذي نبع من بوذا نفسه. كذلك فقد تغيرت فلسفة بوذا. فعلى غير ما كان يراه فلاسفة الهنيايانا من أن الدهارما المادية والنفسية حقيقة، فإن فلاسفة الماهايانا أفتوا بأن الدهارما غير حقيقية وأن العالم كله غير حقيقي. وقد وضح ناجاريونا (القرن الثاني بعد الميلاد) الأساس المنطقي لمذهب لاواقعية الدهارما، أو السنوياتا (الخواء) وتميز وسائل ناجاريونا بين كل الماهايانا سوترا، بمنطقها وتماسكها. وقد أصبح مذهبه الفعلي نقطة انطلاق للمنطق البوذي الذي عرضه ويحتاجا وهارما كيرتي (500-700 بعد الميلاد). وأصبحت تعاليم ناجاريونا عن لاواقعية الفكر التصوري، وعن المعرفة الحدسية المطلقة، أساسا للمدارس المثالية اللاحقة (المادهياماكا والفيجانافادا) في المذهب البوذي التنتري (التنترا هي كل واحد من الأعمال الدينية السنسكريتية التي تتعلق أساسا بالسحر) وفي المذهب البوذي الاستبطاني (يمكن تسميته بالمذهب البوذي الاستبطاني لأنه الاتجاه من البوذية الذي ينبذ الكتب المقدسة للديانة البوذية ويقول بالاستبطان الذاتي وسيلة مثلى لبلوغ المعرفة). ويؤكد المنادون الآن بالبوذية طابعها "العقلي" و"الالحادي" وهذه النعوت الجديدة جزء من محاولة نشر شكل متطور على نحو حديث من الديانة البوذية. وينادي البوذيون تحت زعامة منظمة "الزمالة البوذية العالمية" بنزع السلاح والتعايش السلمي.

للأعلى

 

البيولوجيا / Biology / Biologie

أنظر علم الأحياء.

للأعلى