MENGISTU HAILE MARIAM

منغستو "للحرية": هكذا سنبني الحزب الطليعي

1979


Written: November 1979
Published: November 12, 1979
Source: Al-Hurriya, November 12, 1979, pp. 34-35
Digitalisation: Orient-Institut Beirut
Proof-reading: Ali Batha
HTML: Vishnu Bachani


▮ نحن مع شعب فلسطين حتى إنجاز أهدافه

▮ مؤتمر هافانا..كان صوت القوى التقدمية في العالم أجمع.

▮ ندين اتفاقية کامب ديفيد وصفقة السادات مع إسرائيل

▮ نتطلع الى تحقيق تشكيلة اقتصادية اجتماعية اشتراكية

أجرى اللقاء ربعي مدهون

کنا نود محاورة الزعيم الأثيوبي، الرفيق منغستو هايلي ماريام. ونستمع منه الى العديد من القضايا، وفي مقدمتها، بناء الحزب الطليعي، الذي تضعه الثورة في مقدمة مهامها الرئيسية، ويعول عليه الشعب الإثيوبي الكثير الكثير. عن موقع إثيوبيا من الصراع الدائر في أكثر من بلد إفريقي، عن موقف إثيوبيا الجديدة من الصراع الدائر هنا في منطقتنا في الشرق الأوسط، عن قضايا وتساؤلات خاصة ترتبط بإثيوبيا وحدها دون سواها، لكن رئيس المجلس العسكري الإداري المؤقت، كان مشغولا. بالسنوات الخمس التي قطعتها الثورة، بشوط الإنجازات الراهنة، بإنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية في البلاد، بكل ما يحمله برنامج الثورة في ذكراها الخامسة من مهمات آنية وقريبة المدى، بالضيف الكبير الرفيق اليكسي كوسيغين، رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي، الذي كان في قلب المناسبة الوطنية، وضيف مهرجانها الكبير. وأمام نافذة الوقت الضيقة، «تنازلنا» عن أوراق الحوار. الوقت يمضي سريعا، وإصرارنا على مقابلة رئيس الوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة يزيدنا قناعة بالمضي قدما، ووجدنا الطريق الى مكتبه، بضعة أسئلة إذن، هي ما يمكن أن نقدمه لمكتب الرئيس، الجميع وعدنا بالإجابة عليها. ومضت آخر أيام إقامتنا في ضيافة احتفالات الذكرى الخامسة للثورة، ونحن لا نزال نتشبث بالوعد، الذي أصبح أكثر اقترابا من الحقيقة. وافق الرئيس على الأسئلة، وسيقدم إجاباته «للحرية» بكل اعتزاز وتقدير، وسيتم ذلك قريبا. لكن قريبا أصبحت الآن، والان تقرر سفرنا. حملنا الموافقة والوعد، وزودنا الرفاق المسؤولون «بكمشة» طمأنينة تساعدنا على «ابتلاع» الأمـر «سنوافيكم بالردود أينما كنتم». ووفى جميع الأصدقاء الإثيوبيين بوعودهم، وبعثوا إلينا بنص إجابات الرفيق منغستو، موجزة بحجم الوقت الضيق، مهمة بانطلاقتها من أديس أبابا المثيرة بكل أوضاعها، بما هي وثيقة سياسية، لحديث الزعيم الإثيوبي حول بعض القضايا التي ارتأينا التساؤل حولها.

سؤال: في خطابكم أمام الجماهير الإثيوبية، في الذكرى الخامسة للثورة، أوليتم اهتماما واسعا بقضية بناء الحزب، وأعلنتم عن قرب تشكيل لجنة تتولى الإعداد لإنجاز هذه المهمة. متى تتشكل هذه اللجنة، وممن ستتكون، وما هي المهام العملية التي ستناط بها؟

★ سيعلن عن هذه اللجنة بقانون. وستبدأسيعلن عن هذه اللجنة بقانون. وستبدأ عملها قريبا، وستكون هذه اللجنة، القوة السياسية الشرعية في البلد، والمناط بها، مهمة تنظيم هيكل حزب الطبقة العاملة الطليعي، الذي انتظرناه طويلا. سوف تضع اللجنة برنامج الحزب، والقوانين والنظم التي تحكم أعماله، وسوف يكون على عاتقها، مسؤوليات ضخمة وكبيرة في حشد جميع العناصر الشيوعية الحقيقية، الخالية من مرض الجوع للسلطة، والثوريين المسيسين الذين يتاجرون باسم الجماهير. بالضرورة من اجل ذلك، ستفصل هذه اللجنة، القمح من القش لقد حصل مزيدا من التقدم في هذا المجال خلال خمس سنوات من النضال الطبقي المرير، والان أصبحت الجماهير الإثيوبية، التي اضطهدت طويلا، تفرق بشكل واضح، بين أصدقائها وأعدائها.

من المهمات العملية التي ترجع الى اللجنة المنظمة للحزب، سيكون اختيار وتثبيت أولئك الشيوعيين الحقيقيين الذين وقفوا باستمرار بجانب الجماهير وبجانب تحررها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والذين بوعيهم السياسي، وتفانيهم وعدم أنانيتهم نظموا أنفسهم في مجرى النضال الطبقي المقدس.

وبخصوص عمل اللجنة فطبيعي أنها سوف تبحث عن أولئك الأفراد الذين تتوفر فيهم صفات العضوية من بين العمال، والفلاحين، والجيش الثوري، والمثقفين الذين أظهروا التزامهم بالثورة، وبشكل عام من بين أولئك الذين لم يقبلوا ببرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية في إثيوبيا فحسب، بل يعملون بإخلاص ومستعدين للعب دور في تطبيقه.

إن تشكيل الحزب الحقيقي سوف يعتمد على عمل اللجنة المنظمة، ولكن كما سبق وذكرت في مناسبات سابقة، انه بحكم سرعة وزخم وقوة الثورة، والجهود المؤازرة والمؤيدة، من قبل أولئك المناطة بهم هذه المهمة، بدون شك، لن يكون تكوين الحزب الطليعي بعيدا.

سؤال: كيف تفسرون أعمال ونتائج المؤتمر السادس لدول عدم الانحياز الذي عقد في هافانا؟

★ أن انعقاد المؤتمر في هافانا «كوبا»، والإعلان السياسي الذي صدر عنه يعتبر ذات أهمية كبيرة وبما أن بلدان عدم الانحياز تشكل ثلثي أعضاء هيئة الأمم المتحدة لذا فإن القرارات التي توصلت إليها، لا يمكن إغفالها من بقية العالم، ولقد أظهرت حركة عدم الانحياز في هافانا أنها وجه وصوت القوى التقدمية في العالم أجمع.

إن عقد المؤتمر في هافانا رغم خطط ومحاولات التخريب من القوى الإمبريالية لدليل على قوة وحجم الحركة وكذلك نضج أعضائها. أن مؤتمر هافانا هـو الأول من نوعه الذي عقد في أمريكا اللاتينية المعادية للإمبريالية، قد وجه ضربة قاسية للإمبريالية العالمية وقد وضح بشكل كامل أهداف وسياسة دول عــــــدم الانحياز في أولوية النضال ضد الإمبريالية والاستعمار الجديد والصهيونية والعنصرية الأبارتيد، وأعلن بصوت عال معارضة الحركة بكل أشكال السلطنة والاحتلال الأجنبي وطالب باحترام الحدود وعـــــدم انتهاكها وكذلك إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد يرتكز على العدل والمساواة.

وبخصوص الشرق الأوسط كان المؤتمر واضحًا ومحقًا في موقفه حيث صدر عنه انه لن يكون هناك سلام عادل في المنطقة، ما لم تنسحب إسرائيل كلية وبدون شروط من الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة وما لم يسترد الفلسطينيون حقوقهم الوطنية المشروعة بما فيها الاستقلال وحق إقامة دولة مستقلة.

ولقد أدينت اتفاقات كامب ديفيد بالإجماع من جميع جوانبها ونستطيع أن نعلن أن قرارات المؤتمر الخاصة بإفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تجاه المسائل الاقتصادية والسياسية…الخ ومؤتمر هافانا نفسه سوف يبقى بأهمية فريدة وسيخلده تاريخ دول عدم الانحياز.

الإمبريالية الأمريكية الأكثر عداء للشعب الفلسطيني:

سؤال: كيف تقيمون الوضع في الشرق الأوسط بعد اتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية المنفردة؟

★ نتيجة للاتفاقية المنفردة بين مصر وإسرائيل وبإشراف الإمبريالية الأمريكية فقد خان السادات القضية العربية عموما والقضية الفلسطينية خصوصا. إن اتفاقات كامب ديفيد لم تمكن إسرائيل فقط من الاستمرار في سياستها الصهيونية ولكن شجعتها في الاستمرار في اعتدائها على الأراضي العربية والفلسطينية.

إن وقوف الإمبريالية الأمريكية الكامل بجانب إسرائيل قد جعلها أكثر وضوحا في عدائها للشعب الفلسطيني. وهذا يجعل الوضع الراهن في الشرق الأوسط خطيرا جدا وقابلا للانفجار. وبجانب دول أخرى في الأمم المتحدة ودول عدم الانحياز ودول منظمة الوحدة الأفريقية، كانت أثيوبيا دائما تطالب بوجوب انعقاد مؤتمر جنيف الخاص بالشرق الأوسط بمشاركة جميع الأطراف المعنية. ونتيجة لاتفاقات كامب ديفيد الاستسلامية خلقت مشكلة عملية جديدة حيث وضعت مشاركة مصر في مثل هذه المفاوضات موضع سؤال مهم وجدي.

وكما تعلم أن مؤتمر هافانا لدول عدم الانحياز بجدية أخذ بعين الاعتبار تجميد عضوية مصر في عضوية عدم الانحياز نتيجة اتفاقيتها مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وأن المؤتمر كلف مكتب التنسيق باختبار سلوك مصر هذا والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين والعرب وتقديم تقرير للاجتماع الوزاري الذي سيعقد في نيودلهي. وهذا التقرير سوف يحدد وضع مصر في حركة دول عدم الانحياز وكذلك إمكانية مشاركتها في أي مفاوضات خاصة بالشرق الأوسط.

على ضوء ذلك نحن نشعر أن نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه يجب أن يستمر وبكل قوة وإثيوبيا من جانبها ملتزمة بالكامل لتحقيق هذه القضية وأهدافها النهائية.

نتطلع الى تحقيق تشكيلة اقتصادية اجتماعية اشتراكية

سؤال: في نفس الخطاب أوليت اهتماما خاصا بالمسألة الزراعية وبدون شك قطعتم خطوات على طريق حلها في الخمس سنوات الماضية، والآن ما هي أهم الأهداف التي تريدون تحقيقها وتتجهون نحو تحقيقها في هذا المجال؟

★ ضمن الظروف الموضوعية في إثيوبيا اليوم فإنه لمن الواضح جدا إن نقطة الانطلاق في اقتصاد البلد في الزراعة وليس في الصناعة، إن الفكرة وهي تطوير هذا القطاع من الاقتصاد الوطني لدرجة عالية وبذلك نحفز نحو مشاريع التصنيع الزراعي. ولعمل ذلك بنجاح لا بد من توفير الخدمات اللازمة..وهذا يشكل صلب الخطة طويلة الأهداف لحملة التنمية الوطنية الثورية والمجلس التخطيط الأعلى. إن النضال المرير الذي كان علينا أن نخوضه ضد الأعداء الطبقيين في الداخل والقوى الرجعية الخارجية والعدوان الذي تسبب في كثير من الخراب والأضرار في الأرواح والممتلكات (خلال الخمس سنوات الماضية) جعل مهمة إعادة البناء الاجتماعي الاقتصادي يسير في مخطط متناسق مع جهودنا الحربية. أن مجلس التخطيط الأعلى أنشئ في ضوء المجتمع الذي نتطلع الى بنائه وستكون مهمة هذا المجلس تنسيق الإمكانات البشرية والمالية والإمكانات الأخرى المتاحة بشكل علني في مواجهة التخريب الذي سببته الحرب العدوانية والأضرار الناتجة من النضال الطبقي وما ورثناه من فقر من النظام الإقطاعي البرجوازي ليتناسب والمجتمع الذي ننوي بناءه قريبا.

إن الخطة القصيرة المدى ترتكز على الخبرة المكتسبة خلال هذه الحملة وسوف تركز على رسم الخطوط العامة وخطة العمل التي ستتبعها البلاد في جهودها الرامية الى إنعاش البلاد والبناء الاشتراكي.

في المجال الزراعي هذا سيعني إطعام الجياع وتلبية حاجات الاستهلاك المحلي أولا وبعد ذلك إنتاج مواد زراعية خام لمصانعنا النامية وزيادة المحاصيل التي تعود بالعملة الصعبة لاستيراد التكنولوجيا الحديثة.

إن المهمة تتطلب تعبئة وتنسيق الجهود الخاصة والجماهيرية والحكومية بشكل مترابط لتحقيق تشكيلة اقتصادية اجتماعية اشتراكية، ولقد اتخذنا خطوات مهمة في هذا الاتجاه، آخذين بعين الاعتبار الحاجة الى تجميع ممتلكات الفلاحين المبعثرة، ونشاطات الكادحين في زيادة الإنتاج من خلال الاستعمال الأفضل والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة) نشأنا جمعيات المنتجين). ونشعر أن هذه خطوة أولية مهمة لإنشاء القاعدة المادية لبناء الاشتراكية في بلدنا.